منذ إعلان رئيس اتحاد كرة القدم نية الاتحاد التعاقد مع مدير فني أجنبي للاتحاد بحيث يكون ذا مواصفات محددة لناحية الخبرة والمستوى والمقابل المادي الذي يتقاضاه، ظهر واضحاً أن فئة واسعة ولا بأس بها من الشارع الرياضي لا تعرف ماهية مهام المدير الفني للاتحاد وقد اختلط عليها الأمر وظنت أنه سيكون مدرباً لمنتخبنا الوطني للرجال، وبدأ كثيرون بالحديث عن ضرورة أن يكون المدير الفني المنتظر من هذه المدرسة الكروية أو تلك باعتبارها مدرسة تناسب طبيعة وإمكانات اللاعب السوري أو لا !.
في الحقيقة فإن مهمة المدير الفني للاتحاد تتمحور أولاً وقبل كل شيء على التخطيط لروزنامة المسابقات المحلية وتطويرها، وكذلك رسم الخطط ومراحل الإعداد اللازمة لمنتخباتنا الوطنية بكافة فئاتها، حسب الهدف المحدد من مشاركاتها في الاستحقاقات الخارجية، وبالتالي تحديد أهداف استراتيجية طويلة أو متوسطة الأمد على أقل تقدير بعيداً عن أي إنجازات آنية قد تأتي على شكل طفرة ولا تتعلق بعمل المدير الفني الذي يتم البحث عنه والعمل على التعاقد معه.
كل ما سبق يعني أن عمل الشخص المطلوب لهذه الوظيفة يتركز على البناء للمستقبل ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون عملاً آنياً تظهر نتائجه بشكل سريع، لأن كل الحقائق والمؤشرات تؤكد أن كرتنا تفتقد للتخطيط السليم، الذي من شأنه أن يوفر الاستقرار الفني، نتيجة تثبيت الروزنامة المحلية بما يتوافق مع المشاركات الخارحية لمنتخباتنا الوطنية، التي ستعرف ما ينتظرها من استحقاقات قبل وقت مناسب يسمح لها بالاستعداد والتحضير الجيد، وبالتالي تقديم مشاركات مقبولة على أقل تقدير خلال قادم السنوات.
على ذلك فإن وظيفة المدير الفني بالمفهوم الذي أشرنا إليه هو ما تحتاجه كرتنا فعلاً، على أمل أن يجد اتحاد اللعبة الشعبية الأولى ضالته في مدير فني مناسب من الناحيتين الفنية والمالية.