منذ فجر التاريخ وسورية تنجب المبدعين، هذه الحقيقة الواضحة كنور الشمس تجسدت عبر ما قُدم في حقول الإبداع والثقافة والفنون، فعشرات لا بل مئات الأنشطة والمسلسلات والأفلام والمسرحيات مازالت تتدفق نتائجها على أرض الواقع داخل سورية وخارجها.
وربما من الأنشطة التي يمكن التوقف عندها اليوم هي ملتقى الإبداع الذي يقيمه المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث بدأ في موسمه الأول في العام 2015 – 2016 عندما استضاف أسماء كبيرة مثل دريد لحام وأيمن زيدان والأب الياس زحلاوي وثراء دبس …الخ، وهاهو يتابع الموسم الثاني حيث الانطلاقة كانت مع الفنانة الكبيرة منى واصف والنجم غسان مسعود والنجم تيم الحسن خريج المعهد وأخيراً وليس آخراً الفنان الشامل عبد المنعم عمايري .
لاشك في أن الملتقى مشروع إبداعي مهم، فالغاية منه ليس اللقاء مع الفنان وإنما البحث عن صاحب التجربة والعراقة في الفن وخلق الحوار والتلاقح ما بين الضيف والطلاب، الأمر الذي سيساعد الطلاب على تحديد مساراتهم وإعطائهم الفرصة لهم للحوار والاستفادة من التجربة والخبرة وبالتالي النجاح في مساعيهم وخلق جيل مثقف واعٍ ومسلح أكاديمياً، بالإضافة إلى أن المسرح مكاناً ليس كباقي الأمكنة.. وحضوره ليس عادياً وإنما انعكاس حضاري لخبرات سورية التي ملأت الدنيا وشغلتها بإبداعاتهم ..
في زحمة النشاطات الثقافية نؤكد أننا بحاجة لمثل هذه الملتقيات التي تُغني وتُعطي وتعلّم، فطموحنا جميعاً بأن تكون منابرنا الثقافية أداة تواصل مع الجمهور خاصة أن ثمة من يقول: إنه لا يوجد لدينا نشاط ثقافي يشد المتابع، لكننا نقول: نحن القادرون على وضع الحلول لكن عندما نرسم الخطط بشكل مدروس وندقق في الخيارات بعيداً عن التكرار والترويج والمحسوبيات.