تعد دورة المتوسط من الدورات المهمة رغم أنها لم تعد كما كانت من حيث القوة ومستوى المشاركين والمنافسات، لكنها تبقى مهمة لنا بالقياس إلى قربها من مستوى رياضيينا وإمكانية لعب دور في المنافسة فيها.
ولعل المؤسف أن تشارك رياضتنا في دورة وهران التي تنطلق فعالياتها بعد أيام قليلة بعدد محدد من الألعاب اقتصر على ست، وبعدد محدود من الرياضيين، ما يدفع للتساؤل: أين هي الألعاب الأخرى؟! وهل هي منسية أم ضعيفة إلى درجة الخوف وعدم القدرة على الحضور؟
ففي حين تسجل الفروسية حضوراً متميزاً بالعدد والحرص على أن تبقى منافسة في كل الميادين، تغيب ألعاب مهمة كالسباحة وكرة الطاولة والرماية والكاراتيه والريشة الطائرة وغيرها، ولا ننسى الألعاب الجماعية كلها؟! فماذا يعني هذا الغياب؟ وماذا يعني العدد المتواضع للرياضيين في الألعاب الأخرى والملاكمة والمصارعة والأثقال وألعاب القوى والجودو؟
باختصار هذه المشاركة ومثلها مشاركاتنا الخجولة في الالعاب الآسيوية وغيابنا عن كثير من البطولات الإقليمية والعربية، مؤشر خطير على تراجع رياضتنا الكبير والمخيف، رغم ما ينفق عليها وما تكلفه الرياضة من نفقات سواء على منشآتها أو على رياضييها وشؤونها الإدارية.
مراقبون وخبراء يرجعون هذا التراجع إلى عدة أسباب لا علاقة لها بالأزمة التي أثرت ولا شك خلال مرحلة مهمة، ولكن غياب الرجل المناسب والعلاقات الشخصية التي تلعب دوراً في وجود أهل الخبرة والكفاءة والإخلاص في مواقع المسؤولية، فضلاً عن الاهتمام بالاستثمارات في الرياضة على حساب الرياضيين والألعاب، كل ذلك جعلنا متأخرين كثيراً ، وهذا يحمل الاتحاد الرياضي العام والمكتب التنفيذي حصراً مسؤولية إعادة رياضتنا إلى الطريق الصحيح، وقد مضت نصف مدة الدورة التي يقود فيها هذا المكتب رياضتنا، وقد آن الأوان لنرى ما يبشر ويدعو للتفاؤل إدارياً وفنياً وخاصة في أهم مفاصل الأندية واتحادات الألعاب.