تلغم الطروحات في المؤتمرات التي تدعي أنها تعنى بالشأن السوري من جنيف إلى بروكسل إلى روما، وتغير المؤامرات لبوسها بين مؤتمرات لمانحين يمولون الإرهاب وملتقيات تآمرية لاستغلال المعابر غير الشرعية، في الوقت الذي يشدون فيه أطواق الحصار والتضييق على الشعب السوري ويوغلون بالإرهاب الاقتصادي ويضعون عصي العرقلة بعجلات النهوض والبناء والتعافي السوري.
في اجتماعات أستانا قد يختلف المشهد قليلاً بتوصيفاته كون حلفاء الشعب السوري الحريصون على وحدة الجغرافيا السورية من رعاته الأساسيين، وإن كان نظام الإرهاب التركي على المقلب الآخر يستغل اتفاقاتها ليتوسع عدوانياً في الأرض السورية كونه ضامناً للإرهابيين ويمارس انتهازيته المعهودة باللصوصية ونهب مقدرات السوريين.
على مدى جولات أستانا ال18 أثبتت الدولة السورية أنها على قدر عال من مسؤولياتها الوطنية، وهيأ الوفد الوطني أرضية لحوار بناء للتوصل لحلول لا تغيب عنها ثوابت صون وحدة وترابط الجغرافيا السورية ودحر الإرهاب كمسلمات وعناوين ثابتة وعدم السماح بمصادرة القرار الوطني أو فسح مجال للمرتهنين بطرح إملاءات خارجية يرفضها السوريون لأنها تسلب استقلالهم السيادي.
فالدولة السورية تعمل على خطين متوازيين الأول محاربة مستمرة للإرهاب والثاني سياسي انطلاقاً من أن كل اجتماع يخدم المصلحة الوطنية مهم، لكن أصحاب الطروحات المسمومة المرتهنين لأجندات مشغليهم لا يريدون رؤية أن الحلول تكمن بتحرير الأرض ودحر الإرهاب وقطع أذرع التطاول العدواني التركي الأميركي ونسف مخططات التجزئة والتقسيم، ووقف نهب مقدرات السوريين والاتجار بقضية اللاجئين وتفخيخ المساعدات.
أياً تكن النتائج التي ستفضي لها “أستانا 18 ” فسواء التزم أردوغان كضامن للإرهابيين بتعهداته أم لم يلتزم، فإن سورية ترسم رؤاها المرحلية والمستقبلية بأقلام إنجازاتها، وتحدد ملامح مشهدها السياسي بقوة انتصاراتها على صعيدي التسويات وتحرير الأرض ودحر الإرهاب ونسف المشاريع الاحتلالية.