أفرزت الحروب البشرية على مرّ التاريخ اختلالاً واضحاً في معايير القيم والأخلاق ومنظومة الضوابط العامة ، ومع تطور عصر التقنية وانفتاح الفضاء العالمي بكلّ تجاذباته وتأثيراته على كلّ فرد وأسرة وليس تأثيره على مجتمع بعينه فقط ..
برزت تحديات كبرى لاسيما في مجال الإعلام الذي بات السلاح الأول دون منازع، اذا ما أراد له صناع القرار في المطبخ الإعلامي والاستخباراتي الغربي وغيره أن يخلخل جذور وأعتاب وأركان استقرار أي أمة وشعب من الشعوب.
فلكلّ عمل ضوابط ولكلّ ميزان حجم ووزن كي لاتختلط الأشياء وتذوب المفاهيم في غير اتجاه.
في حديث المكاشفة والمصارحة مع صحفيي مؤسسة الوحدة أمس وضع وزير الإعلام نقاط الضرورة على فعل الحاجة، لناحية أهمية إيجاد مخرجات ميثاق شرف صحفي وطني سوري نابع من ثقافة ومعرفة وخبرات الصحفيين أنفسهم ، يلحظ كلّ التغيرات والتبدلات التي طرأت على بنية المجتمع السوري بكلّ تفاصيله بعد أكثر من عشر سنوات حرب متوحشة أظهرت أبشع الصور والمشاهد لتكالب إعلام معادي تفنن بكلّ وسائل الخبث والخداع القديمة والحديثة لتشويه حالة المجتمع السوري شعباً وقيادة وحكومة وجيشاً، واللعب على كم لا يعد ولا يحصى من المصطلحات والشعارات والألفاظ المنحرفة عن سياقها العام .
فميثاق العمل الصحفي هو لحماية مجتمعنا وأنفسنا أولاً كما ذكر وزير الإعلام ،الذي دعا إلى عقد ورشات عمل دائمة وعلى فترات متقاربة للبحث في أي قضية من قضايا المهنة أو أي قضية تخص المجتمع السوري.
لعلّ الكرة في ملعب الصحفيين والإعلاميين السوريين وكما ربحنا الكثير من الجولات في بناء الوطن وحمايته وتحصين بنيته الداخلية، لاشك أن ميثاق الشرف الصحفي سوف يكون على مستوى التحديات والرؤية الاستراتيجية المطلوبة بعمقها وأبعادها.