من يوم غزلوا الطريق

احتفال رائع بحدث رائع.. قد يكون هذا أحق ما يقال باحتفالية (لأبناء هذه الأرض) التي أطلقتها إذاعة شامFMمنذ مطلع هذا الشهر بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لبدء بثها الإذاعي، والتي تتوج يوم الخميس القادم بحفل فني أنيق التوجه في دار الأسد للثقافة والفنون.

«الأرض أدرى بأبنائها..» هكذا قدّمت المحطة لعيدها الخامس عشر. ثلاث كلمات تختزل هوية الاحتفال، ومن قبله، هوية المحطة. وفي التفاصيل، هي تحية لأبناء هذه الأرض: «من يوم زرعوا أول بذرة في تربتها، ودونوا أول حرف في التاريخ، وكوّنوا الحضارة شمساً زفوها إلى العالم، ومن يوم غزلوا الحرير وطريقه، وأبدعوا أول نوتة موسيقية، وكتبوا ومثلوا، وعلموا ونبغوا»

سبق أن أشرت هنا كيف أني التقيت قبل خمس عشرة سنة وبضعة أشهر، في المسرح العريق لمعرض دمشق الدولي الصديقة العريقة هيام حموي برفقة رجل أنيق الحضور، عرفتني عليه بالقول :إنه الأستاذ سامر يوسف صاحب مشروع محطة إذاعية خاصة سيبدأ إرسالها قريباً.. وسأعمل فيها..

وعقبت صادقاً إنه رهان رابح لمحطة إذاعية جديدة في زحمة الزمن التلفزيوني.

مع بدء إذاعة شام FM إرسالها، صارت رفيقة أبناء الأجيال التي اعتادت أن تبدأ الصباح مع صوت فيروز. كانت هيام بحكم عمرها تنتمي إلى هذه الأجيال، وبحكم ذائقتها الرفيعة تعشق التجربة الرحبانية، وبحكم ثقافتها واسعة الطيف تدرك أهمية وخصوصية هذه التجربة، وبحكم خبرتها وموهبتها الإعلامية تعرف رحابة الجمهور العاشق لكلّ ما قدّمته تجربةٌ فنية عربية هي الأكثر ثراءً، بدءاً من العملاق عاصي، وصولاً إلى العبقري زياد. لقد اكتست شام FM باللون الرحباني، غناءً ومسرحاً وبرامج استثنائية ولقاءات نادرة فحققت نجاحاً جلياً، وكرّست التقاليد الصباحية الفيروزية الفاخرة لإذاعة دمشق التي عملت هيام في قسمها الفرنسي منذ عام 1968. وما لبث أن حذت حذوها كلّ المحطات التي تأسست بعدها.

شام FM لم تقتصر على هيام حموي، لكن شخصية المحطة تطابقت مع شخصية هيام، التي نقلت للمحطة، ولإعلاميين شباب بارعين يعملون فيها، خبرتها الثرية التي اكتسبتها من عملها في إذاعة دمشق أعرق الإذاعات العربية، وأكثرها عروبة. ومن ثم في إذاعتي مونتي كارلو (التي ساهمت هيام مع حكمت وهبي وجورج قرداحي وبضع نجوم إذاعيين عرب في منحها موقعاً استثنائياً لدى المستمعين في السبعينات)، والشرق. ومن تلك الأخيرتين لم تجلب معها الخبرة الشخصية الوفيرة فحسب، وإنما أرشيفها الشخصي أيضاً، الذي هو أهم ما في أرشيف كلا المحطتين. والذي ما زال يغتني باستمرار بفضل روح الصحفية المبتدئة المتوثبة التي تلازم إعلاميتنا القديرة والخبيرة في كلّ لحظات يومها، فلا تفارق آلة التسجيل الحساسة حقيبة يدها، ولا يفارق إحساس الإعلامية حضورها.

شام FM قدّمت على امتداد عقد ونصف، ولاتزال، أصواتاً إذاعية قديرة جميلة الحضور. وإذ أغفل الأسماء فكي لا أنسى أحداً منها. والأهم من ذلك أنها قدّمت تجربة إذاعية قدوة، بالغة الأهمية، والنجاح. فكانت نبض سورية بحق في السياسة والحرب والثقافة والفن وتفاصيل الحياة اليومية.

تعطي لكلّ حدث حقه، ولكلّ لحظة ما يناسبها.

آخر الأخبار
هل تصنع نُخباً تعليمية أم ترهق الطلاب؟..  مدارس المتفوقين تفتح أبوابها للعام الدراسي القادم عندما تستخدم "الممرات الإنسانية" لتمرير المشاريع الانفصالية ؟! محاذير استخدام الممرات الإنسانية في الحالة السورية المساعدات الإنسانية. بين سيادة الدولة ومخاطرالمسارات الموازية الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة