الثورة – سعاد زاهر:
شهد فندق الفورسيزن في دمشق، حفل توقيع عقد استثمار فندق “كارلتون دمشق” بين شركة لوكس للاستثمار واتحاد إذاعات الدول العربية، بحضور وزير السياحة مازن الصالحاني، ومحافظ درعا أنور الزعبي، وعدد من الشخصيات الرسمية والاقتصادية.
وأكد وزير السياحة في كلمته أن توقيع عقد استثمار فندق كارلتون ليس مجرد إعادة ترميم لفندق تاريخي، بل هو بداية مشروع متكامل يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل، ويسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
وأضاف: “ما نقوم به اليوم ليس حدثاً عابراً، بل هو تعاون حقيقي قائم على مسار مدروس، وانطلاقة ضمن مشروع شامل لإعادة بناء سوريا كما نريدها، إن قطاع السياحة ليس رفاهية، بل هو قطاع اقتصادي حيوي يعكس مجد سوريا الحقيقي، وسنواصل العمل لبناء الحياة في كل زاوية من الوطن من أجل سوريا حرة، قوية، مزدهرة وعادلة.
“كما توجه بالشكر إلى المستثمرين الوطنيين الذين عادوا إلى سوريا رغم التحديات، وإلى أهالي كفرسوسة والمجتمع المحلي الذين شكلوا مصدر دعم وثقة في هذه المرحلة.
انطلاقة سياحية وثقافية
من جانبه، أوضح المدير والشريك في شركة لوكس للاستثمار مازن الخيرات أن توقيع العقد يمثل إعلان انطلاقة سياحية وثقافية جديدة، قائلاً: “إن الاستثمار في سوريا ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل رسالة وطنية، نؤمن أن الفرص الكبرى تولد في الأوقات الصعبة، وهذا المشروع خطوة أولى في مسار طويل نريده مفعماً بالإنجاز، الشراكة مع وزارة السياحة تمنح المشروع قوة إضافية، من خلال تقديم الاستشارات الفنية والهندسية، واعتماد فندق كارلتون كفندق خمس نجوم، إلى جانب إتاحة فرص عمل للشباب السوري.
وأشار إلى أن التعاون بين القطاع العام والخاص والدولي هو الضمانة الحقيقية لنجاح المشاريع الاستثمارية في سوريا.
بدوره، أكد مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، المهندس عبد الرحيم سليمان، أن هذه الشراكة تمثل فرصة استثمارية مهمة تعكس أهمية التعاون العربي في دعم الاقتصاد السوري، متمنياً للمشروع النجاح والازدهار، كما استعرض في بداية كلمته دور الاتحاد وطبيعة عمله، مختتماً بالتأكيد على أهمية هذه الخطوة الاستراتيجية.
تصاميم وأعمال تنفيذية
تزامن توقيع العقد مع الإعلان عن التصاميم والأعمال التنفيذية للمشروع، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة لهذا الفندق العريق الذي كان شاهداً على العديد من محطات دمشق، ليعود اليوم بروح متجددة تحمل بعداً اقتصادياً وثقافياً وسياحياً.
عل هامش التوقيع التقت صحيفة الثورة، عضو مؤسس في مجموعة لوكس وائل ناصر، مؤكداً أن الاستثمار في فندق كارلتون دمشق يعد بالنسبة له ولشركائه بداية نوعية في السوق السورية، مضيفاً: “نحن من أوائل المستثمرين الذين آمنوا بضرورة أن يكون لنا حضور في سوريا، بعد عشرين عاماً من العمل في دولة الإمارات وخبرة واسعة في بناء وإدارة الفنادق، أردنا أن نعكس تجربتنا على بلدنا الأم، شراكتنا مع وزارة السياحة واتحاد إذاعات الدول العربية ستجعل من كارلتون أيقونة سياحية وحديث الناس.
“وأكد أن المشروع لا يقتصر على بعد اقتصادي واستثماري فقط، بل هو أيضاً واجهة حضارية للبلد، ويمنح المستثمرين الثقة بوجود خطوات عملية على أرض الواقع، مما يشجع دخول استثمارات إضافية إلى السوق السورية، مضيفاً: “هذه التجربة هي الأولى لنا في سوريا، لكنها لن تقل قيمة عن أعمالنا التجارية في الإمارات، صحيح أن البدايات تحمل تحديات، لكننا على ثقة أن الشراكات مع الدولة ستذلل العقبات، والصعوبات غالباً ما تفتح المجال لأفكار إبداعية جديدة، لدينا خطة متكاملة تشمل الإدارة والتسويق، ويشرف على التنفيذ فريق من المهندسين والاستشاريين الذين ساهموا في بناء أهم فنادق المنطقة مثل قصر الإمارات وروتانا في أبوظبي.
“علي بلبل”، شريك مؤسس في مجموعة لوكس للاستثمارات، أوضح أن دخول مجموعة لوكس إلى السوق السورية يمثل امتداداً لأنشطتها في مجالات متعددة منها التكنولوجيا، الروبوتات، الإطعام والإعلان، مضيفاً: “عندما قررنا الاستثمار في سوريا بحثنا عن أكثر من فرصة، لكن فندق كارلتون شكل بالنسبة لنا خياراً استثنائياً، لأنه يحمل في ذاكرة سكان دمشق والزائرين الكثير من الذكريات الجميلة، إعادة إحياء هذا الفندق يعني إعادة جزء من ذاكرة المدينة وروحها.”وتحدث عن التحديات التي تواجه المشروع، موضحاً أن الفندق يحتاج إلى تجهيزات جديدة وبنية تحتية حديثة، خصوصاً في مجال الديكور والتكييف، وهو ما بدأت به الفرق الهندسية مباشرة بعد توقيع العقد.
وأضاف: “نحن ندرك حجم التحدي، لكن ثقتنا بالمشروع وبشركائنا جعلتنا نخطو هذه الخطوة، ما نقوم به اليوم استثمار مباشر، وسيمثل انطلاقة مهمة تعكس إيماننا بسوريا كسوق واعد للاستثمار.”
أما مدير التدريب في المركز الإذاعي والتلفزيوني طالب قاضي أمين فقد أكد أن “العقد الذي جرى اليوم بشأن اتفاق فندق الكارلتون، العائد ملكيته للاتحاد العربي للإذاعات العربية، يُعد خطوة استثمارية مهمة لصالح الاتحاد، فقد كان الفندق متوقفاً عن العمل، وهو ما انعكس سلباً على نشاطاتنا، لكننا نتمنى أن يشكّل هذا الاتفاق فاتحة خير، وأن يسهم في توفير التمويل اللازم لإعادة تأهيل المركز وتفعيله من جديد ليكون منارة للتدريب والتطوير لمصلحة الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل فرصة استثمارية واعدة للاتحاد، وستكون لبنة مهمة في دعم الحركة السياحية في سوريا وإعادتها إلى موقعها الطبيعي.”
