الثورة – ريم عبدو:
ستكون التونسية أنس جابر، المصنفة ثانية عالمياً، على موعد اليوم السبت مع التاريخ حين تخوض نهائي بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع العظمى للتنس لعام 2022، ضد الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، في مباراة تجمع بين لاعبتين تصلان إلى النهائي الكبير الأول في مسيرتيهما.
وبعد فوزها في نصف النهائي على صديقتها الألمانية تاتيانا ماريا 6-2 و3-6 و6-1 لتصبح بذلك أول العرب، عند الرجال أو السيدات، وأول أفريقية في حقبة الاحتراف تبلغ نهائي بطولة كبرى، كشفت جابر أنها كانت مصممة على الفوز بلقب البطولة الإنكليزية منذ العام الماضي حين وصلت إلى دورها ربع النهائي قبل الخسارة أمام البيلاروسية أرينا سابالينكا.
في طريقها إلى ربع النهائي الأول في ويمبلدون والثاني في الغراند سلام بعد أوستراليا المفتوحة 2020، أقصت جابر كلاً من الأميركية الفائزة باللقب خمس مرات فينوس ويليامس والإسبانية غاربيني موغوروسا بطلة 2017، إضافة إلى المصنفة أولى عالمياً في الوقت الحالي البولندية إيغا شفيونتيك، وبما أنه لم يسبق لها قبل العام الماضي الذهاب أبعد من الدور الثاني في ثلاث مشاركات، أعطاها الوصول الى ربع النهائي الدفع اللازم لكي تطمح بالمزيد وفق ما أفادت الخميس.
وقالت ابنة الـ27 عاماً لدى سؤالها عن متى بدأ حلمها بإحراز لقب ويمبلدون: لن أكذب عليكم، لقد بدأ الحلم نوعاً ما العام الماضي حين استمتعت باللعب هنا، حين استمتعت بالجمهور، لم ألعب سابقاً الكثير من المباريات في ويمبلدون، مشواري كان ينتهي عادة في الدورين الأول والثاني. الأمر صعب على العشب لكني علمت بأني ألعب جيداً على العشب من طريقة لعبي وكل شيء آخر.
ولم تجد جابر صعوبة تذكر لتجاوز الأدوار الأربعة الأولى في بطولة هذا العام، قبل أن تواجه بعض الصعوبة في الدورين الماضيين حيث احتاجت إلى ثلاث مجموعات للفوز على التشيكية ماري بوزكوفا ثم على صديقتها ماريا، ويأتي وصولها الى نهائي ويمبلدون بعد مشاركة مخيبة في بطولة رولان غاروس الفرنسية حيث انتهى مشوارها عند الدور الأول، وبعد غيابها عن بطولة أوستراليا المفتوحة بسبب الإصابة.
وكانت جابر من أبرز المرشحات للفوز بلقب رولان غاروس، لاسيما أنها كانت قادمة من تتويج بلقب دورة مدريد الألف على الملاعب الترابية ووصول إلى نهائي دورة روما الألف أيضاً حيث خسرت أمام شفيونتيك، لكن البولندية ماغدا لينيت أقصتها من الدور الأول من دون أن يؤثر ذلك على معنوياتها في ظل الدعم الذي تحظى به من الجمهور والفريق المحيط بها.
وقبل فوز جابر على ماريا، كانت الجنوب أفريقيتين إيرين باودر بيكوك في بطولة فرنسا المفتوحة عام 1927، ورينيه شورمان في بطولة أوستراليا المفتوحة عام 1959، اللاعبتين الأفريقيتين الوحيدتين اللتين وصلتا إلى نهائي البطولات الأربع الكبرى، في حقبة الهواة التي باتت احترافية في العام 1968.
وتقام بطولة ويمبلدون بغياب المشاركة الروسية والبيلاروسية على خلفية الحرب مع أوكرانيا، لكن ريباكينا لم تُمنَع من المشاركة بما أن اللاعبة المولودة في موسكو، تدافع عن ألوان كازاخستان وليس بلدها الأم منذ عام 2018.
وبعدما وصلت العام الماضي الى الدور الرابع في أول مشاركة لها في القرعة الرئيسية للبطولة الإنكليزية، قطعت ريباكينا في هذه النسخة شوطاً عملاقاً بوصولها الى المباراة النهائية، واحتاجت ريباكينا التي كان وصولها إلى ربع نهائي رولان غاروس العام الماضي أفضل نتيجة لها في البطولات الكبرى، إلى ساعة و15 دقيقة فقط لكي تتخطى عقبة هاليب.
وستكون مواجهة النهائي اليوم السبت الرابعة بين ريباكينا وجابر التي فازت باللقاءين الأخيرين بينهما عام 2021 في الدور الثاني لدورة دبي ونصف نهائي دورة شيكاغو، فيما فازت الكازخستانية في الأولى عام 2019 في الدور الثاني لدورة ووهان الصينية.
وستكون المواجهة بين لاعبتين مختلفتين بطباعهما، إذ إن جابر من اللاعبات اللواتي يظهرن عواطفهن وحماسهن، فيما تتميز ريباكينا بهدوئها.