افتتاحية الثورة- بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
من أبواب حلب القديمة، من أسواقها العتيقة، من جامعها الأموي الموشى بالعروبة والإسلام والإيمان، من كنائسها المعطرة بسيرة مريمنا ومسيحنا عليهما السلام، من خاناتها التي تحكي قصة التاريخ الإنساني الحضاري العريق، من على مقربة من ساعة “باب الفرج” التي تنبئ بالفرج، ومن جانب أسوار قلعة الشهباء، تبدأ حكاية الفخر بتراثنا الأصيل، والاعتزاز بهويتنا العربية وانتمائنا للحضارة البشرية.
من هنا، ومن هناك، بدأ السيد الرئيس بشار الأسد جولاته وزياراته إلى التفاصيل الحلبية، بل السورية، الموشاة بكل معاني الإنسانية والحرية والإخاء والسلام، والتي تنثر عطر سجاجيدها المطرزة بكل معاني العروبة على العالم، لتعلن من قلب الجامع الأموي الكبير وكنائس حلب القديمة وحدة الإنسانية وتوءمة إيمانها.
وعلى مقربة من حجارة حلب العتيقة ومن كل رمز من رموزها، شارك سيادته العمال والفنيين بمحطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب انطلاق عمليات الضخ للمياه إلى منطقة السقوط الشلالي في منطقة (حندرات) لتغذي بذلك نهر قويق، الذي جارت عليه السنون فجف، وليبدأ معها سريان المياه في النهر، وعبورها بين أحياء وشوارع المدينة، لتهب الخطوة سهول حلب الجنوبية والغربية الخير والعطاء والنماء، وتروي آلاف الهكتارات من تلك السهول وتعيد دورة الحياة إليها.
وعلى مقربة منها أيضاً نشهد إطلاق عمل مجموعة التوليد الخامسة من محطة حلب الحرارية بعد تأهيلها، لتنير الخطوة ما استطاعت من مساحات الظلام التي أرادها الإرهاب وداعموه ظلمة دائمة، ولتعيد تدوير مصانعنا وزراعة ترابنا الطاهر بأفضل ما عرفته البشرية من زراعات وصناعات.
ومن تحت أكاليل الغار الحلبي، تزور السيدة أسماء الأسد دار الأيتام للجمعية الخيرية الإسلامية بحي السريان في حلب، لتبلسم أطفالها بعبارات الحنان، وتشاركهم لحظات السعادة، مستكملةً الطريق بورشة تطوير أسواق الشارع المستقيم وتطلع على أعمال إعادة ترميم مدرسة “سيف الدولة”، السيف الحمداني رمز العنفوان السوري العريق.
من هنا، ومن هناك، بدأت منارة الشهباء وعقارب ساعتها في باب الفرج تدور للبدء بمرحلة تطوي كل آثار الإرهاب والعدوان والخراب، ولتؤكد للعالم أن حلب جوهرة (طريق الحرير)، في الماضي السحيق، ستظل واسطة العقد وجوهرته النفيسة الآن وفي المستقبل، وأن سورية ستبقى مهد الكتاب ومصنع الحرف والكلمة، وأنها من تحسن عزف لحن الحياة لتحيي في نفوس السوريين صناعة غدهم المشرق.