صفحات من تاريخ سورية واستقلالها

الثورة:

ربما يظن الكثيرون منا أنهم يحيطون بتاريخ سورية المعاصر أو على الأقل يعرفون الخطوط العريضة منه وفيه ولا سيما بعد مطلع القرن العشرين الماضي وفترة طرد المحتل العثماني ومن ثم فترة الانتداب الفرنسي على سورية والذي هو احتلال استعمار بكل المقاييس..
نعم يعيش الكثيرون منا وهم أنهم يعرفون هذا التاريخ ونتحدث كثيراً عنه ولكن ماذا عن الصفحات المطوية وما وراء الكثير من الأحداث والوقائع وكيف يمكن قراءتها اليوم بعين الباحث الموضوعي الحصيف والكاشف بأضواء البحث العلمي.
هذه الرحلة الشاقة المتعبة ولكنها الثرة والغنية يتصدى لها الدكتور محمد ابراهيم الحوراني في كتابه المهم جداً والذي صدر منذ أيام عن دار بعل بدمشق تحت عنوان: استقلال سورية بين الكتلة الوطنية والثورات الوطنية ١٩٢٧/ ١٩٤٦ م
ولا بد من الإشارة أولاً إلى أن الكتاب يقع في ٤٤٣ صفحة من القطع الكبير ويتوزع على أكثر من عشرة أبواب لا تترك صفحة من تاريخ سورية في تلك المرحلة إلا وتنقب وتبحث فيه وتقرأ ما وراء السطور قراءة التحليل الموضوعي.
وإذا كان من الصعوبة بمكان أن نقدم عرضاً لفصوله لغزارة المعلومات ودقتها فإننا نترك الكثير من تفاصيل القراءات لنقف عند صفحات مهمة جداً وحري بنا كإعلاميين أن نكون على اطلاع بها وها قد أسدى الدكتور الحوراني لنا خدمة جليلة حين قدم قراءة وتحليلاً لدور الصحافة في تلك المرحلة الزمنية وسوف نشير إلى بعض خطوطها مع ترك التفاصيل للقارئ.

موقف الصحافة من الانتداب..

يرى الباحث أنه لم يكن موقف الصحافة وأصحاب القلم من الانتداب مختلفاً كثيراً عن مواقف رجال العمل المسلح والسياسيين الوطنيين ففي الوقت الذي وجدت فيه أقلام حرة مقارعة للاستعمار كانت ثمة أقلام أخرى مأجورة تمجد المستعمر.
وقد عرف عن غورو قسوته وفرضه لقيود شديدة الصرامة على الصحافة وأهلها لأنه كان أول المفوضين الساميين فقد أراد أن يقمع حرية الرأي منذ البداية وأن يفرض سطوته المطلقة عليها.
في أثناء مرحلة احتلال سورية عرفت البلاد أكثر من قانون للصحافة وأكثر من قرار ضابط لها وكانت قوانين السماح والتعطيل تظهر بشكل مستمر كل عام أو عامين .
لان الصحافة الوطنية كانت تهدف إلى تحقيق أغراض الأمة وتحقيق استقلالها عن طريق المطالبة بالوحدة الوطنية وضم الأجزاء السورية الأخرى إلى حكومة دمشق.
وتنتقد سياسة الحكام المحليين حيناً والمفوضين الساميين حيناً آخر. وكانت تتعرض لمزيد من العنت والاضطهاد ويكثر عليها الحجز والتضييق ويتكرر التعطيل فكانت الصحيفة لا تكاد تعطل أياماً معدودة حتى تبادرها سلطات الاحتلال بتعطيل آخر أطول يمتد إلى شهر أو شهرين.

وكانت المقتبس في مقدمة الصحف التي دأبت على الدفاع عن حرية الفكر والصحافة تناوب على كتابة افتتاحيتها محمد كرد علي وأديب الصفدي وعبد الله الأسطواني وعمر الطيبي نجيب الريس نصوح بابيل..

ومن أهم الافتتاحيات ما كتبه محمد كرد علي بتاريخ ٧ – ٧ – ١٩٢٤م وفيها انتقاد شديد اللهجة للموفدين الفرنسيين وجولاتهم في سورية..
وانتقد في مقال آخر جيش الجواسيس المنتشرين في البلاد ووشاياتهم.

ويتوقف الباحث عند الصحف التي كانت تمالئ المحتل مثل صحيفة لاسيري اللبنانية وكذلك صحيفة الأوريان البيروتية مثلها.
وكانت صحيفة المقتبس تتصدى لهذه الصحف وجاءت بعدها صحيفة القبس وأخذت دورها في مقارعة الصحف المروجة للاحتلال.

ومن الفصول المهمة التي تكشف الكثير عن قضية سلخ اللواء عن سورية وكيف تواطأ أعضاء من الكتلة الوطنية مع هذا وموقفهم المخجل إذ فضلوا مصالحهم الضيقة على مصالح الوطن.
الكتاب مهم جداً لأنه فعلاً جهد وتعب ووثائق وتحليل علمي لباحث له حضوره في الثقافة العربية وبعد مجموعة من الكتب المهمة في التاريخ وقضاياه مثل: التغلغل الإسرائيلي في العراق من الثورات الكردية إلى الحكومات الانتقالية.
الاختراق الإسرائيلي لإفريقيا السودان أنموذجاً
التعليم في ولاية دمشق في العصر العثماني.
دور إسرائيل وحلفائها في (ثورات الربيع العربي ) سورية أنموذجاً.
والدكتور محمد الحوراني دكتوراه في التاريخ الحديث وهو رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية.
وهو من العقول التي حركت الساكن ونقلت الفعل الثقافي إلى حيث يجب أن يكون.
الكتاب كما أسلفنا يضيء ويصحح الكثير مما كان يجب أن يصحح ويقدم إجابات علمية عن أسئلة ظلت معلقة فترة طويلة من الزمن حتى جاء من يجمع شتات الإجابات من مصادرها.

آخر الأخبار
المئات من أهالي العنازة بريف بانياس يقولون كلمتهم: سوريا واحدة موحدة ويجمعنا حب الوطن مشاركة لافتة للمغتربين في "كيم أكسبو".. أثبتوا جدارتهم في السوق الدولية فرنسا تلغي مذكرة التوقيف بحق المخلوع  الأسد وسط تصاعد المطالبات بالمحاسبة الدولية فعاليات من اللاذقية لـ"الثورة": سيادة القانون والعدالة من أهم مرتكزات السلم الأهلي وزير الاستثمار السعودي يطلع على الموروث الحضاري في متحف دمشق الوطني مذكرة تفاهم سياحي بين اتحاد العمال وشركة "لو بارك كونكورد" السعودية كهرباء ريف دمشق تتابع إصلاح الأعطال خلال يوم العطلة وزير الاستثمار السعودي يزور المسجد الأموي محافظ درعا: استقبلنا نحو 35 ألف مهجر من السويداء ونعمل على توفير المستلزمات باريس تحتضن اجتماعاً سورياً فرنسياً أمريكياً يدعم مسار الانتقال السياسي والاستقرار في سوريا فيصل القاسم يدعو إلى نبذ التحريض والتجييش الإعلامي: كفانا وقوداً في صراعات الآخرين الحفاظ على السلم الأهلي واجب وطني.. والعبث به خيانة لا تغتفر  الأمن الداخلي يُجلي عائلة أردنية علقت في السويداء أثناء زيارة لأقاربها "الصمت الرقمي".. كيف غيّرت وسائل التواصل شكل الأسرة الحديثة؟  عودة اللاجئين السوريين.. تحديات الواقع ومسارات الحل  نائبة أميركية تدعو لإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة وئام وهاب… دعوات للعنف والتحريض الطائفي تحت مجهر القانون السوري الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتعتبرها خطوة حاسمة لتعافي البلاد الاستثمار السعودي حياة جديدة للسوريين ..  مشاريع استراتيجية لإحياء العاصمة دمشق  الباحثة نورهان الكردي لـ "الثورة": الاستثمارات السعودية  شريان حياة اقتصادي لسوريا