الثورة – رفاه الدروبي:
هناك مجموعة من الطواحين المائية القديمة على نهر بردى في منطقة المزة بدمشق، كانت تستخدم لطحن الحبوب كونها تعتمد على قوة المياه المتدفقة من النهر، أصبحت جزءاً من التراث التاريخي للمنطقة، إذ يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين، وتحولت في بعض الحالات إلى منشآت سياحية وثقافية، ومنها بيت الفن “الآرت هاوس”.
وأشارت مدير الصالة رانيا عبيد لصحيفة الثورة إلى أن المكان عبارة عن طاحونة أثرية محافظة على حالتها ويعود عمرها إلى 400 سنة، تتموضع في موقع مميز كونها تطل على جبل قاسيون، وحارات وأزقة منطقة كيوان القديمة، منوهة بأنَّ الترميم حافظ على البناء، فاستخدمت نفس المواد مع المحافظة على الشكل القديم، وإضافة عناصر تزيينية كالخشب التراثي، إذ كانت الطاحونة تفتقدها بسبب استخدامها كمكان تخديم ومستودعات لمؤونة الشتاء، كما حافظ الترميم على الفتحات الأرضية مكان عجلات الطاحون المركبة بالأرضيات دون المساس بها وبقيت على حالها وتمَّ تغطيها بالزجاج ما أعطاها منظراً جميلاً.
كما لفتت عبيد إلى تخصيص الجزء السفلي منها كصالة عرض للفن التشكيلي، وتحويل الجزء العلوي إلى نزل قسم المكان إلى غرف باسم مبدعين سوريين مع وضع مقتنيات لهم، وإصدارات من دواوينهم ومؤلفاتهم كي يعيش السائح أجواء وحياة المبدع، إذ شملت أدباء وشعراء صحفيين، كان لهم بصمات في خريطة الإبداع السوري، بمن فيهم “الشاعر نزار قباني، الأدبية ألفت الإدلبي، الصحافية ماري عجمي”، وهناك غرف بأسماء فنانين تشكيليين كبار ومنهم “فاتح المدرس، نصير شورى، محمود حماد، سعيد تحسين”، إضافة للسينمائي الراحل مصطفى العقاد.
وأوضحت أنَّه تمَّ تزويده بمفروشات من البيوت الدمشقية القديمة كي تحاكي الطراز المعماري، وتكون متوافقة مع البناء الأثري بكل مفرداته الحياة الدمشقية في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين الماضي.