خلود كريمو: اللوحة مساحة بصرية وروحية مفتوحة

 الثورة – عبير علي:

الفن رسالة تعكس رؤية الفنان وموقفه الإنساني من قضايا وطنه، هذا ما جسدته الفنانة التشكيلية خلود كريمو بلوحتين حملت الأولى عنوان “وجه الوطن” والثانية “وجهان لأنثى الأرض”، ومن خلال ألوانها الجريئة وتفاصيلها العميقة، استطاعت أن توجد حالة فنية خاصة تمزج بين الرمزية والواقعية، لتفتح أمام المتلقي نافذة على هموم الأرض وصوت الإنسان. أعمالها الأخيرة لا تكتفي بسرد الحكاية بل تدعو للتأمل، إذ تتشابك فيها المشاعر مع القيم الوطنية، لتجعل من الفن أداة مقاومة وتعبيراً عن هوية لا تنكسر. وفي تصريح لصحيفة الثورة عن لوحتها “وجه الوطن” قالت الفنانة كريمو: “رسمت وجه امرأةٍ لا تحمل ملامح شخصٍ واحد، بل ملامح الأرض بأسرها، وجهٌ هادئ وقوي، ينضح بالأصالة، وكأن الوطن اتخذ شكلاً بشرياً يستطيع أن ينظر إلينا، ويشعر بنا”، مشيرة إلى تداخل ثلاثة ألوان رئيسية في اللوحة، وهي الأخضر الذي يمثل امتداداً للطبيعة والنماء، ورمزاً للأمل الذي لا يموت، والبني وهو تراب الأرض وجذورها، حاضنة الذكريات والانتماء، أما الأحمر فهو نبض العاطفة، وتعبير عن الحب والتضحية التي لا تُنسى، وربما أيضاً الألم الذي يحمله الوطن في ذاكرته.

عملت كريمو من خلال هذه المرأة، على نقل شعورٍ عميقٍ تجاه الارتباط بالوطن، إذ تختلط المشاعر بالرموز، وتتحول اللوحة إلى مساحةٍ بصريةٍ وروحيةٍ مفتوحة لكل من يحدّق بها، ولفتت إلى الاندماج الحاصل بين التقنية والشعور الداخلي أثناء الرسم، حيث أرادت أن تظهر الملامح قوية ولكن دافئة، تماماً كما هي علاقة الإنسان بوطنه.

أما عملها الثاني “وجهان لأنثى الأرض” بورتريه شبّهت فيه الأرض بأنثى تحمل وجهين متطابقين تماماً، كأنها تعيد تأكيد هويتها مهما اختلفت الزوايا أو الظروف، هذا التشابه ليس مجرد تكرار بصري، بل تأكيد على ثبات المعنى، واستمرارية الوجود، وظهر في اللوحة لونان رئيسيان هما الأزرق الذي يُمثل السلام الداخلي، والتأمل الهادئ الذي يشير إلى بُعد روحي، والبرتقالي لون الشمس والطاقة والدفء، ويعكس حيوية المشاعر والأمل المتجدد، هذا التناقض بين الأزرق والبرتقالي أعطى اللوحة طابعاً بصرياً ديناميكياً، وكأنها تحتضن كل التناقضات في كيانٍ واحد كما الأرض تحتضننا جميعاً.
وختمت بالقول: “الأرض لا تفقد ملامحها، ولا هويتها رغم كلّ التغيرات، تماماً كما لا يجب أن نفقد نحن ملامحنا الأصيلة مهما تغيرنا”.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي