الثورة – لينا عيسى:
حديقة تشرين هي الملاذ الآمن والفسحة البسيطة لسكان دمشق حيث تتجه أنظار معظم السوريين من أصحاب الدخل المحدود أيام العطل والأعياد وخاصة في فصل الصيف الذي يتحفنا بحرارته المتزايدة إلى الترويح عن النفس حسب الإمكانيات المتوفرة والتمتع بمناظر الطبيعة من أشجار وزهور واستنشاق الهواء النقي العليل الذي يداعب الروح ويحثها على الفرح.
هذه الحديقة العامة الغناء هي إحدى أكبر الحدائق في سورية تبلغ مساحتها أكثر من 33 هكتاراً مزروعة بمساحات خضراء واسعة حلت مكان بساتين كيوان الدمشقية بنهاية عام 1969 لها أربعة أبواب باب الأمويين وباب السلام وباب الشيراتون وباب الشامي وتضم مطاعم ومسرحاً وألعاب للأطفال ويقام فيها
معرض الزهور وهو احتفالية سنوية يقصده محبو الزهور والنباتات والمهتمون بهذا المجال، وتقام فيها نشاطات رياضية واقتصادية واجتماعية مثل الحفلات وأسواق البيع بأسعار مخفضة.
هي رئة دمشق ومكان آمن ومبهج للهاربين من الكتل الإسمنتية المتلاصقة المحصورة الضيقة ومقصد للعائلات الذين يمكنهم المكوث لساعات طويلة والبعض منهم ينام فيها بكل هدوء وطمأنينة وراحة بال كل ذلك بتكلفة بسيطة مقارنة بأماكن الترفيه الأخرى مثل المزارع التي أصبحت أجارها جنونية ويمكن لكل عائلة أن تأخذ ما يحلو لها من عدة للجلوس ومأكل ومشرب وأدوات تسلية فهي مرتع للهو الأطفال وطبيعة جميلة وخميلة أشجار مختلفة ومتنوعة منها أشجار مثمرة مثل التوت والجوز والتين والمشمش وأكثر ما يلفت الانتباه ويثير الإعجاب بها هو الهواء النقي والنسمات العليلة الباردة فهي تقبع على سفح جبل قاسيون الأشم ويحتصنها كما تحتضن الأم الحنون وليدها، هذه الحديقة التي تحفل بالحياة والنشاط والفرح تستقبل يومياً الآلاف من مختلف الأعمار فهناك أولاد يلعبون الكرة وبالقرب منهم ذويهم يتسامرون ويتذكرون الأيام الخوالي مع شرب الشاي أو المتة او القهوة ودخان الأركيلة يتصاعد دون أن يسبب أي ضرر وإزعاج. وفي ركن آخر من الحدبقة تحت شجرة التوت مجموعة من الشباب والصبايا يعزفون على الآلات الموسيقية ويرقصون فرحين ومبتهجين بهذا الجو البديع الذي يزودهم بجرعة من التفاؤل والفرح على أمل العودة لها مرة أخرى.