تبدأ الحروب بقرار مسبق، إما رداً على عدوان أو استباقية تحسباً لعدوان لردع دوافع واضحة من عدو اكتُشِفَ أنه يبيت لشن حرب ما، كما في الحالة الروسية الأوكرانية.. حيث شُنت دفاعاً عن النفس والأمن والشعب.. وإما أن تكون ضد اعتداء غاصب فتكون اضطرارية وليدة وقتها، كما في الحالة السورية ضد الإرهاب الذي اجتاحها.
تبدأ الشرارة بقرار لكن تراها تنتهي بقرار.. لم نر على مر التاريخ حرباً بدأت، ثم انتهت فوراً بقرار، مهما كانت الجهة المصدرة له، قد تنتهي عسكرياً، لكن آثارها على الشعوب والدول تبقى تؤرق من طالتهم الحرب، فيظل وبالها ينهمر عليهم أعواماً عديدة.. كما نتاج الحربين العالميتين الأولى والثانية واللتين كانتا بسلاح يمكن تسميته تقليدياً رغم تطوره في حينه، إلا أن حروب الجيل الرابع أو الخامس اللتين أعقبتا الحرب الباردة بين القطبين الأساسيين، الرأسمالي والاشتراكي كمصطلح، تغيرت أشكالها وأساليبها لأجل تأثيرها على الشعوب.
خاصة بعد الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق، حيث جربت فيها القيادة العسكرية الأمريكية الأسلحة المتطورة الأكثر تعقيداً وقدرة على التدمير والتخريب كالقنابل الغبية (الذكية) والأسلحة الكيماوية والبيولوجية، التي لن تنجو منها الأجيال القادمة لآثارها النفسية والصحية والجسدية التي تؤثر في المواليد لأجيال عديدة..
كما كان من تأثير الذريتين على أجيال هيروشيما وناغازاكي، من تاريخ حدوثها حتى الآن ولأي آجال مستقبلية لا أحد يعلم.. إلى متى ستظل المواليد مشوهة بتشوهات مختلفة الآثار الأكثر (إنسانية) من حكام مازالوا يتوارثون الصلافة وشبق التدمير والقتل بأشكال متعددة، من دولة هجين ولدت لتدمر الأجيال والأمم والشعوب، ظناً أنها ستدير العالم بأحكام تكذب أنها إلهية كما ادعى بوش الابن الحاكم الذي كذب وكذب، حتى صدق نفسه من دون أن يصدقه الناس.. واليوم بايدن الأرعش الخرف كما يسميه أبناء الشعب الذي يحكمه؛ الباحث عن شعبيته عند اللوبي الصهيوني، التي أهداها له محمد بن سلمان على صك جزيرتي تيران والصنافير بنتي البحر الأحمر ثمناً لدم الخاشقجي، لتصبح اليوم من ممتلكات الصهيونية في الكيان المحتل لفلسطين، وبذا يصبح البحر الأحمر بمضايقه بإمرتهم، ويبدأ تشغيل القناة الجديدة الواصلة للمتوسط أكبر مورد اقتصادي يتحكم به صهاينة الاحتلال.
ابتلي العالم بقيادات أمريكية، من أصول مختلفة تجيد لغة واحدة، هي العنف الإنساني ولغة الكباش السياسي والتدمير العسكري.. أصول ما بين معتوه غبي كما وصفته والدة بوش الابن ومهزوز كما ترامب والأرعش الخرف بايدن، ورجل الكاوبوي ريغن، ولكل من حكامها له ما يوصف به.. وما بين هذا وذاك ومن سبق، تنوعت الرموز والصفات، منها واضح للعيان وما بطن كان أعظم، مابين قاتل كمعظمهم، ومغدور مثل جون كندي..
القاسم المشترك بينهم جميعاً، أنهم جروا الويلات على شعوب العالم خاصة الشعب العربي في أقطاره، التي قسموها ويحاولون اليوم شرذمتها وتفتيتها، يعينهم وزراء خارجياتهم من عتاولة المجرمين سياسياً مثل كيسنجر، والمعقدين هيلاري كلينتون، خير مثال لهم.
المشكلة الأكبر لديهم وعقدة حياتهم، هي المناعة الطبيعية والمكتسبة التي تحصن الشعب العربي، رغم بعض الشواذ الذي يثبت أصل القاعدة في الحصانة والحصافة، وتبقى آثار الحروب ومنتجها مدعاة للتفكر من الأحرار والشرفاء، لسبر طرائق التعافي منها لأن الحروب لاتنتهي مادامت الأنا تتورم عند حكام ليس فيهم رجل رشيد.