سفر الختام – الإصحاح السابع عشر .. يوم تموزي خاص ..

تعود الحكاية إلى اليوم الثاني من تموز 1962 .. في مدينة اللاذقية .. وكنا نستعد لتقديم امتحان اللغة العربية .. المادة الأخيرة في امتحانات الشهادة الإعدادية لذاك العام .. وكان لمادة اللغة العربية وضع التميز في تلك الحقبة .. و هو ما حفظناه من التوجهات التربوية لدولة الوحدة بين سورية ومصر .. الجمهورية العربية المتحدة.. وكانت قد سقطت للتو .. في أيلول الذي سبق تموزنا ذاك.. وكنا نعيش الفترة المعروفة بحكم الانفصال .. وقد استمرت لعام ونصف العام أي حتى الثامن من آذار 1963 .

اتفقنا نحن الطلاب الثلاثة الذين نشغل غرفة في فندق الكنانة في ساحة الشيخ ضاهر ..أنه ونظراً لأهمية أن ننجح في اللغة العربية.. وكل من يسقط فيها يسقط في الامتحان بأكمله .. ومعدل النجاح فيها 50 % لا تقبل مزاحاً ولا بعلامة واحدة !! خلافاً لكل المواد الأخرى التي كان للنجاح فيها حسابات أخرى أسهل .. اتفقنا أن نتغذى بما يقدح صوان العقل لنضمن نجاحاً ميسوراً أكيداً.

تضمن الاتفاق أن نقصد محل الفلافل الرائع عند نقطة البوليس في نهاية شارع هنانو .. سندويشة فلافل يعشقها الملوك بثلاث فرنكات، والحلوى نصف أوقية من العوامة الجميلة اللذيذة تضوي كراتها كعين الشمس بفرنكين.. عشاء وحلوى بربع ليرة .. و يا للعز.

على هذا تم الاتفاق وكان القصد..

لكن ثمة ما اجتذبنا في الشيخ ضاهر.. عسكر و طبول وموسيقا .. ومشية رجال .. وتابعنا الموكب .. شارع يأخذنا وشارع يحطنا.. من البحر إلى داخل المدينة .. وبالعكس ….وعرفنا أننا نشارك في عرض عسكري بمناسبة استقلال الجزائر وكان أمراً يهمنا فنحن عشقنا نضال الجزائر وحفظنا قصصاً وحكايات وأشعاراً عن البطولات هناك منذ وعينا على الدنيا.. و نسينا فحص الكفاءة ” الإعدادية ” واللغة العربية وتهنا وسط الزحام .. ولم ينشغل لنا بال .. لولا أننا عندما أسرعنا باتجاه الفلافل و العوامة ووجدناه قد أنهى يومه وبدأ يغلق المحل .. وكانت الكارثة ..

اليوم اشتقت رغم قيظ الحر.. العوامة .. ورغم أنه لم يعد ربع الليرة ولا الليرة ولا المئة ..ولا أكثر بكثير .. يكفي لحبتي عوامة من دون أي فلافل في هذه القرية الجميلة .. تجبرت على نفسي .. أو على جيبتي .. وقصدت بائعها .. وكانت الصدمة .. عوامة ما في .. في مشبك .. !! سألت الصانع البائع عن السبب والغاية و الهدف؟؟ فقال لي:

لا يعطوننا طحيناً للعوامة ..

قلت: والمشبك المكوم ..؟

قال: هذا من السميد ..

قلت: ما الفرق ..

قال: الطحين مدعوم .. و السميد لا ..

تذكرت أن الدعم لأصحابه و موزعيه .. وقد عرفت ذلك منذ أبعدوني عن الدعم .. ليس بسبب حبي للعوامة الذي يضعني في صف البورجوازية وحسب .. بل أيضاَ بسبب سيارتي التي اشتريتها بعد تقاعدي .. ووداعاً للعوامة وكل ما هو حلو ..

 

 

 

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة