مسؤولية الكتاب والأدباء العرب

على مدى يومين ناقش عدد من الكتاب والأدباء العرب في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق مجموعة من القضايا الثقافية والفكرية توج باجتماع لهم مع الرئيس بشار الأسد الذي وجد من الضروري تنبيههم إلى أهمية دورهم على مستوى أوطانهم بشكل خاص وعلي مستوى الأمة بشكل عام، وذلك لما تتعرض له الدول العربية من تهديدات فكرية وثقافية واجتماعية وتستهدف بالمجمل الهوية الوطنية والقناعات القائمة والراسخة على أساسها.
في العشرين سنة الأخيرة توسعت بشكل لافت وخطير التهديدات التي تطول الهوية الوطنية لكل الدول العربية وخاصة سورية عبر تداول وطرح الكثير من الأفكار والمصطلحات الغريبة عن مجتمعاتنا وثقافتنا والتي تمهد لنجاح المشاريع العدوانية الخارجية واستطاع الأعداء النفوذ إلى مفاصل أساسية من أسس هويتنا الوطنية مستندين إلى عوامل ضعف عانت منها الدول العربية في الفكر والثقافة إضافة إلى انشغال مثقفينا ومفكرينا في قضايا بعيدة عن مواجهة هذا الغزو الخطير.
تتحمل الحكومات والنخب الثقافية المسؤولية عن هذا الخلل الخطير حيث تجاهلت أو أخطأت في تقدير خطورة أدوات الغرب الجديدة للغزو الثقافي وقامت بفتح كل الأبواب أمام أدواته الإعلامية والدعائية دون أن يكون لها برامج واضحة لمواجهة هذه الأدوات أو برامج لتفنيد المحتوى الذي تبثه مرات متعددة في اليوم ليرسخ في نهاية المطاف في أذهان الناس أو ليتلقفه بعض المفكرين في منطقتنا دون أن يستوعبوا خطورة المصطلحات والأفكار الدخيلة أو يعيدون صياغتها بما يتناسب مع فكرنا وانتمائنا ومع العروبة بمعناها الحضاري العام والشامل كما أوضح الرئيس الأسد للكتاب والأدباء .
إن نفاذ الأفكار والمصطلحات إلى مجتمعاتنا وتركيزها على هويتنا الوطنية ونجاح الدول الغربية في فرض بعض توجهاتها الفكرية والسلوكية علينا يجب أن يكون دافعا للتحرك لمواجهة هذا الخطر في منتصف الطريق ومنعه من الوصول إلى تحقيق أهدافه ويأتي هنا دور المفكرين والمثقفين باعتبارهم الأكثر معرفة وقدرة على الإقناع والتأثير.
إن الاستلام والرضوخ أمام حرب الأفكار والمصطلحات العابرة للحدود من القوى المعادية للدول العربية يعد أقصر طريق لتأخذ هذه الثقافة طريقها إلى عقول الناشئة والمجتمع عموما وهو ما كان تأثيره واضحا فيما يسمى بمرحلة (الربيع العربي) حيث تحول مفهوم الثورة الإيجابي والذي يعني انتقال الدولة أو المجتمع من مرحلة إلى مرحلة أفضل والحفاظ على الممتلكات العامة إلى سلوك عكسي تخريبي تدميري لىشرائح واسعة من الشباب الذي تحول إلى أداة طيعة تحت تأثير الإعلام والدعاية والأفكار المعادية دون أن يدري في تنفيذ سياسات الدول الغربية المعادية والهادفة إلى السيطرة على مقدرات أوطانهم تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
يكتسب الحوار الفكري داخل المجتمع وربطه بالسياسة أهمية كبيرة كما أكد الرئيس الأسد في تحصين الأفراد والمجتمع وتوعيتهم إزاء الأفكار والمصطلحات الدخيلة
وبناء الشخصية الجامعة وتعزيز الانتماء للأرض وللأوطان، ورفع مستوى المجتمع من الناحية الفكرية وتعزيز صلته بشريحة المثقفين والمفكرين الوطنيين القادرين على تفكيك الأفكار وتبيان حقيقية أهدافها في الاتجاهين المفيد والمضر.
ينتظر من مؤسسة اتحاد الكتاب والأدباء العرب أن تبادر سريعا إلى وضع برنامج يستند إلى الخطوط العريضة التي طرحها الرئيس الأسد لمواجهة الأفكار والمصطلحات التي تستهدف قيمنا وهويتنا الوطنية والعروبية والتفاعل مع المجتمع على نحو واسع لتعزيز ثقافته ووعيه وتمسكه بانتماءاته والدفاع عنها.
معاً على الطريق- احمد ضوا

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين