الثورة-يامن الجاجة:
خلال أسابيع قليلة من استلامه مهامه تحت قبة الفيحاء الكروية ظهر جلياً وواضحاً أن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم قد منح ملف التسويق الرياضي و الجانب الاقتصادي و المالي في عمل الاتحاد أولوية خاصة رغم العقبات و الصعوبات التي ترتبط بهذا الملف و التي سنشرحها بالتفصيل قبل توضيح ماهية العمل و الخطوات التي اعتمدها الاتحاد وفق رؤية رئيسه صلاح رمضان و بمتابعة من نائبه عبد الرحمن الخطيب الذي يعتبر مسؤولاً عن هذا الملف أيضاً كما هو حال ملف صيانة الملاعب من أموال كرتنا المجمدة.
*الجوانب التسويقية:
لا بد من شرح كافٍ و وافٍ للجوانب التي يتضمنها التسويق الرياضي في عمل اتحاد كرة القدم ،حيث يتعلق الأمر بتوقيع عقود رعاية لمنتخباتنا الوطنية و لحكام كرتنا و كذلك ببيع حقوق البث التلفزيوني و الإذاعي و الإلكتروني و حقوق الإعلانات و اسم راعي البطولة لمسابقاتنا المحلية عدا عن بيع حقوق بث مباريات منتخباتنا الوطنية في مشاركاتها الخارجية إن وُجدت هذه الحقوق، على اعتبار أن حرمان منتخباتنا من اللعب على أرضها و بين جمهورها قد أفقدنا الكثير من هذه الحقوق و بات اتحاد الكرة لا يملك حق بيع مباريات منتخباتنا إلا تلك التي تقام على أرضنا البديلة أو الافتراضية في أي بطولة.
*صعوبات و معوقات:
بالإضافة إلى تقلص حقوق بث مباريات منتخباتنا لتصبح محصورة بتلك المباريات التي تقام على أرضنا الافتراضية، فإن ملف التسويق الرياضي تعترضه معوقات أخرى، منها ما يتعلق بصعوبة بيع حقوق بث مسابقاتنا المحلية نتيجة قيام اللجنة المؤقتة السابقة لتسيير شؤون الاتحاد ببيع حقوق البث الإلكتروني لعدة مواسم، وهو أمر غير مفهوم قانونياً و مؤثر على رغبة أي جهة بشراء حقوق البث كاملة باعتبار أن حقوق البث الإلكتروني هي الأهم و التي تعتبر حافزاً لبث أي بطولة و شراء حقوقها كاملةَ، عدا عن وضع الملاعب التي لا تعتبر بالجودة الكافية و كذلك ضعف المستوى الفني لمسابقتي الدوري و الكأس، و كلها أمور تُضعف من قدرة الاتحاد على تسويق مسابقاته و تُقلص من رغبة الشركات و القنوات الناقلة بالاهتمام ببث دورينا أو أي مسابقة محلية أخرى.
*مشكلة إضافية:
كل ما سبق ذكره من معوقات و صعوبات تعترض إنجاز العمل التسويقي في اتحاد اللعبة الشعبية الأولى و جميعها معوقات تسببت بها ظروف كرتنا و أخطاء تم ارتكابها سابقاً ولاسيما أيام اللجنة المؤقتة ،يضاف إليها مشكلة أخرى حدّت من حرية الاتحاد في التحرك بهذا الملف على اعتبار وجود شريك إعلامي و إعلاني و تسويقي للاتحاد تم توقيع عقد معه منذ أن كان فادي الدباس رئيساً للاتحاد، و الحقيقة أن شروط العقد المذكور لم تكن على الإطلاق في صالح اتحاد كرة القدم بل على العكس كانت في صالح ذاك الشريك بصورة لا تقبل النقاش و تحديداً فيما يتعلق بحقوقه و ما يمكنه تحصيله من أي عقد بيع أو رعاية أو ما شابه،علماً أن الشركة المعنية تتمتع بكفاءات و قدرات جيدة في مجال التسويق الرياضي و لكن العقد الموقع بينها و بين اتحاد الكرة منحها حقوقا تتجاوز قيمة ما تقدمه بكثير.
*حلول و استراتيجية جديدة:
كل ما جاء في السطور السابقة كان حديثاً عن الظروف و المشاكل و المعوقات التي تتحكم بعمل اتحاد كرة القدم في ملف التسويق ،و بصراحة كاملة فإن ما يُحسب للاتحاد و على وجه الخصوص لرئيسه صلاح رمضان و نائبه عبد الرحمن الخطيب هو العمل بشكل مباشر على تغيير الواقع من خلال التحرك بصورة فورية لصيانة الملاعب من أموال كرتنا المجمدة و استثمار العلاقة الطيبة التي تجمع رمضان مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم و قيام نائبه بمتابعة كافة المراسلات المتعلقة بهذا الخصوص ،عدا عن السماح لأنديتنا باستقطاب محترفين عرب و أجانب و هو أمر سيُسهم في رفع مستوى الدوري و يزيد من رغبة بعض الجهات ببثه،أما فيما يخص العلاقة مع الشريك الإعلامي و الإعلاني و التسويقي فقد تم تغيير مفاهيم هذه العلاقة بعد عدة اجتماعات بين الطرفين و عدة مصارحات واتفاقات أفضت في النهاية حسب ما وصلنا، إلى العمل بنظام الشرائح الذي يقضي بزيادة نسبة الشركة في حال زيادة إنتاجها و بالعكس، أو بمعنى آخر ،الحصول على نسبة عالية من مجموع العقود حال القدرة على جلب رعايات و عقود بالمليارات و العكس صحيح،علماً أن رئيس اتحاد كرة القدم قد تولى شخصياً التفاهم مع الشركة المعنية و الوصول معها إلى صيغة تفاهم مرضية لاتحاد اللعبة بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، بعد أن كان باكورة الاتفاق الجديد توقيع عقد رعاية لمنتخباتنا مع شركة (جاكو) الألمانية لمدة أربع سنوات،فيما يبدو أن الملف القادم في الجانب التسويقي هو بيع حقوق بث مسابقاتنا المحلية لإحدى القنوات العربية إن أمكن ذلك.