ثورة أون لاين:
اطفال اليوم رجال الغد والامل مقولة لن نمل من ترديدها لانها حياتنا ومستقبلنا وكم نحن اليوم محتاجون الى ان نلتفت الى براعم الغد بعين اخرى غير تللك التي كانت وادت الى الكثير مما رايناه ان كنا مسؤولين عنه مباشرة ام لا فعلينا الا نترك اطفالنا تحت جنح الانحراف ولئلا يصبحوا يوما ما احداثا جانحين
حول الاحداث الجانحين ياتي كتاب غادة اليوسف الصادر حديثا تحت عنوان : الاحداث الجانحون يتهون بين حجيم المجتمع ونار القانون
حين وصلني الكتاب كانت سعادتي كبيرة حين وجدت صفحة الاهداء لاول بخط الكاتبة يقول الىالى مريم املا بجيلكم بلا عقد ستعيدين للبحر زرقته الصافية وللسماء مزنها الكريم وهذا التراب السوري ساحتك الرحبة تراب وسوري هو ام واب ودنيا باسرها التوقيع غادة اليوسف
واسال زوجي كيف لمريم ان تحل مكانك في الاهداءات فيقول : الم يحن ان نشعر ان براعم الغد هي الاهم اليست غدنا وومستقبلنا كم نحن واهمون حين نظن اننا سنبقى نمسك بكل شيء واساله بلا تردد ولكن لماذا تعلم بعض المفردات التي تطالعك بها شتما وهي تشعر انها 000 وياتي الجواب : اليسمن حقها ان تعرف تجريبا لا تخريبا كل المعاني وهي برعم ينمو لابد له من اشواك ناعمة تحميها وردها لا اشواك قاسية تصادر الوردة والعطر .
بالعودة الى كتاب غادة اليوسف الصادرعن دار الينابيع تقول المؤلفة في مقدمة كتابها : نحن الان ندينك وقد نحكم عليك بالجنوح والاجرام ماذا تفعل الان ؟ نحصدما زرعناه حين ذات طفولة اقامت مدرستك او التي كانت مدرستك حفلا فنيا بعيد المعلم احتفاء به وتكريما لجهوده يومها انت لم تكن حاضرا بين المحتفلين مع ان رفقاءك نزلاء مركز الملاحظة ( سجن الاحداث ) اكدوا ان كم كان صوتك جميلا وغناؤك شجيا وقالوا : انك انت من تؤلف الكثير من الاغاني لهم في عيد المعلم كنت غائبا ولم يسال عن سبب غيابك أي معلم بعد ان غادرت المدرسة الابتدائية بعد مقتل امك بد ابيك المودع في سجن المؤبد , وقد سجنت لارتكابك جناية السرقة الموصوفة المثبتة باعترافاتك لقد اقررت بانك خلعت قفل باب البقال في حيكم ليلا وسرقت كيلو برغل وكمشة عدس وعلبة سردين لقد كنت جائعا ولا مال لديك واخوتك الصغار يبكون جوعا
وتضيف اليوسف : وبحكم القانون لا استطيع الا ادانتك بجرم السرقة الموصوفة تماما كما لو انك سرقت خزنة ملئة بالذهب بحسب المادة 625من قنون العقوبات
لا اطلب منك ردا فالجواب ليس لديك هل ما زلت تتلعثم ؟ لا اعرف منذ متى وانت تتلعثم هل ولدت ومعك لعثمتك ؟ ام ان ما عقل لسانك هو ما عقل انسانيتك ؟ اراك شابا وسيما ممتلئا بالقوة بعد ان رايتك منذ سنوات طفلا هزيلا شاحبا من برد وجوع وسحنة تؤشر على غياب ماءالامومة الدافي في عينيك الداكنتين صراخ وحشي وحزن يغمر قاعة المحكمة
وانت يا باسا هل تناولت عشاءك عند ام عبد الفقيرة وبماذا حممك رب عملك صاحب مغسل ومشحم السيارات ؟ بماذا شحمك في اخر اليوم المليءبالقذارة والذل والعناء ؟ ومن الذي علمك مسك البندقية والمسدس والساطور والبلطة وهل عند هذا الاخير وقد لا يكون الربالاخير بين ارباب عملك
هل وجدت عنده اما ليست مهجورةوابا يعترف بك بعد ان تسبب ابوك البيولوجي الاول بزجك في اتون حياة لا ذنب لك فيها سوى انك كنت شاهدا على ليلة مشتعلةذات سقطة ؟ وما يزال السؤال يرافقني بعد كل هذه السنين كيف للطفل ان يسير في خضم بحر الظلمات المحيط اذا جنحت سفينته بل سفينة العالم من حوله
هذه المقدمة التي تقودنا الى مفتاح الكتاب وما قدمته الباحثة والكاتبة غادة اليوسف وهي معراج الحقيقة اننا اهملنا الكثير من طفولتنا واطفالنا ومن ثم بدانا بالعقوبة والعقاب
الكتاب رحلة في عالم اخر لا نريده ان يكون لكنه موجود شئنا ام ابينا تقلب صفحاته عبر 150 صفحة من القطع المتوسط ومن العناوين نذكر : الاحداث يتهمون \ سؤال صعب\ الحب واهميته \ابناء المظالم \ الفقر\الاطفال التشرد والارهاب\ تارخ الجريمة \ جنوح الاحداث بالمعنى القانوني \ اتجاهات تفسير السلوك المنحرف \ قاعدة عامة تشبه القانون \ المؤسسة التعليمية في دائرة النقد \ الارتقاء بواقع الاحداث
الكتاب يقدم باقة من القصص والحكايا باسلوب شائق وجميل ويقدم رؤى حقيقية وعلى السنة اطفالنا نردد مع الكاتبة ما قاله ذات يوم طفل : انا طفل العالم كله يحبس انفاسه بانتظار مجيئي ارجوكم امنحوني السعادة لاكون بركة على العالمين فهل نمنحهم ما منعناه او منع ذات يوم اليس غدنا مرهونا بهم ؟
يمن سليمان عباس