الثورة – عبد الحليم سعود:
لا جديد يذكر في موضوع القضية الفلسطينية، فالكيان الصهيوني المحتل والمغتصب للأرض والحقوق يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني في محاولة جديدة لتهجيره وتركيعه ودفعه للاستسلام والتخلي عن حقوقه ومقاومته ونضاله من أجل الحرية وتقرير المصير، في المقابل لا يملك صاحب الحق والأرض سوى أن يقاوم ويتشبث بأرضه لإفشال مخططات مغتصب أرضه وسالب حقوقه ومدنس مقدساته.
هي دورة جديدة من دورات الإرهاب الصهيوني المستمر ما تشهده الأراضي الفلسطينية هذه الأيام في قطاع غزة، حيث يواصل الجلاد الصهيوني هواياته في قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية، مفصحاً عن أعتى أشكال النازية والفاشية، حيث عدَّاد الشهداء يوالي تسجيل الأرقام والضحايا من النساء والأطفال والشيوخ، فيما الرجال يواجهون آلة الاحتلال المتفوقة بما تيسر لهم من أسلحة للدفاع عن النفس، ومع ذلك لم تعد هذه المعادلة في صالح شارع الاحتلال الجبان الذي يريد أن يخوض الحروب ويرتكب الجرائم ويشن الاعتداءات دون خسائر، لأن الشعب الفلسطيني الصامد قادر على إلحاق الأذى والضرر والهزيمة بالمعتدي، وهو لا يملك سوى أن يقاوم العدوان ويرد عليه، وما دام يقاوم ولم يتخل عن حقوقه ولم يستسلم فإن الإخفاق والفشل هو مصير المحتل الذي في كل مرة يرفع سقف توقعاته وتهديداته، ثم يضطر للتنازل عنها بعد أن يتلقى شارعه الحاقد ضربات موجعة من صواريخ المقاومة التي تفشل “القبة الحديدية” في كل مرة عن مواجهتها.
المثير للسخرية هي ردود الفعل الدولية التي اكتفت بالقلق والدعوة لعدم الإفراط في استخدام العنف، وكأن من يملك كل وسائل البطش والقتل والإجرام في نفس المنزلة مع الشعب الأعزل المحاصر الذي تُسلب أرضه كل يوم، ويتم الاعتداء على حقوقه وممتلكاته ومقدساته.
ما من شك أن الكيان المحتل يمر بأزمة سياسية عكستها أربعة انتخابات للكنيست لم تنجح في تشكيل حكومة عليها القيمة أو لها أي وزن سياسي، وما من شك أن مخططات الكيان لتصفية القضية الفلسطينية قد فشلت، إذ لم يجد هذا الكيان في حوزة المطبِّعين معه من يطمئنه بأن المقاومة ستتوقف وأن “السلام” الكاذب الذي يروج له سيتحقق، ولم تسفر كل محاولاته لعرقلة سير محادثات فيينا بشأن ملف إيران النووي، كما لم ينجح في تشكيل التحالف العسكري الذي كان يسعى إليه مع بعض الدول العربية، وقد اكتشف أن أكثر من عشر سنوات من “الربيع العربي” المُدمِّر لم تحقق له أطماعه التوسعية وأحلامه بالهيمنة على المنطقة بعد تفتيتها إلى كانتونات عرقية ومذهبية، باختصار ذهبت أحلامه أدراج الرياح، وحتى الولايات المتحدة المأزومة أو الغرب الغارق في انهيار اقتصادي بسبب حرب أوكرانيا لا يملكان ما يقدمانه للكيان العاجز، فبحث عن ساحة لتفريغ عقد فشله فكان عدوانه الجديد على قطاع غزة، ولكن غزة العين التي تقاوم المخرز الصهيوني كانت في كل مرة على الموعد معمقة من أزمته وموسعة من مساحة فشله وإحباطه.
السابق