الملحق الثقافي- خلود حكمت شحادة :
(العربيزي – الفرانكو آراب- اللغة الفيسبوكية) مصطلحات أُطلقت على مجموعة الألفاظ العربية التي استخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع العربي لتحل مكان اللغة العربية الأصيلة التي تحولت إلى مزيج من لفظ عربي يكتب بأحرف لاتينية ورموز وأرقام، لتُشكل لغة جديدة بدأت تُطالعنا يومياً أثناء التواصل عبر الشبكة العنكبوتية، نظراً لأن اللغات الأجنبية تخلو من بعض الأصوات الموجودة في العربية، ولذلك وقعوا في اللغط والتشويه اللغوي.
تعتمد لغة الشات على كتابة اللغة العربية بالحروف الإنكليزية، والتي تعد عربيةً من ناحية اللفظ، وإنكليزيةً من ناحية الكتابة، وتعتمد على استخدام الأرقام بدلاً من الأحرف وكمثال ذلك رقم (3) يعني حرف العين ورقم (7) يعني حرف الحاء ورقم (9) يعني حرف الطاء وما يدفع للتوجس والخوف الاستمرار في تداول هذه اللغة الذي سيؤدي حتماً إلى تهديد لغتنا العربية.
في جولة ميدانية على كليات مختلفة كالآداب والحقوق والتربية إضافة لسؤال أهل الاختصاص باللغة العربية وغيرهم ممن أفادونا بآرائهم كان لدينا توضيحات مقبولة اجتماعياً ومرفوضة قواعدياً.
أحد مدرسي الجامعة رفض التعليق لأنه يفضل اللهجة المحكية أكثر منها النحوية كونها أسهل وأوضح للتواصل والتفاهم وأقرب لإيصال الفكرة للآخرين.
طالب من كلية المعلوماتية قال انتشار الاستثمار في مجال البرمجيات العربية وتعريب الأنظمة المهمة التي يحتاجها الأفراد والمؤسسات تطلب تغيير مفردات اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي والغاية استسهال وصول المعلومة وتحقيق هدف مواقع التواصل الاجتماعي في تسويق نفسها وانتشارها على نطاق أوسع لتشمل كل الثقافات والفئات.
أحمد – مدير تسويق في شركة خاصة – انتقد مواقع التواصل وصفحات الفيس بوك الخاصة بالهيئات والوزارات قائلاً: من غير المنطق أن يكون الحساب الرسمي في مواقع التواصل يمثّل وزارة أو هيئة أو جمعية لا يستخدم اللغة العربية الصحيحة، أو أن تكون ردودهم على متابعيهم مملوءة بالأخطاء اللغوية، فإن كان مثل هذا يُقبل أحياناً من الأفراد فإنه لا يقبل من الجهات الرسمية التي هي ملزمة باستخدام العربية كلغة رسمية وخصوصاً أن تلك الجهات تهتم إلى حد كبير باللغة في معاملاتها الورقية، واليوم تعتبر حسابات التواصل الاجتماعي بمثابة وثائق رسمية لتلك الجهات.
سوزان – مهندسة زراعية – كان لها رأي يشبه آراء الكثير من فئتها العمرية بضرورة استخدام اللهجة المحكية في مواقع التواصل كونها توصل المشاعر بطريقة سهلة وبسيطة وتعبر عن الحالة الشعورية والنفسية أكثر من اللغة العربية بقواعدها ونحويتها والسبب يعود للبعد المكاني وعدم القدرة على التواصل الحي المباشر مع الآخرين.
كان إجماع الآراء من قبل مختصي اللغة العربية على أن المفردات المحكية أسهل من الفصحى وأكثر تداولاً بين الناس وبالرغم من كل تلك المفردات التي دخلت على لغتنا العربية استطاعت لغة القرآن مقاومة الطمس واستيعاب تلك المفردات الدخيلة عليها وحافظت على أصالتها ونقائها.
كما نوه البعض منهم إلى إيجابيات تلك المواقع كونها دعمت اللغة العربية لاستقطاب المزيد من المتابعين والمشتركين هدفها لم يكن اللغة وإنما زيادة أرباحها ومن الواضح عند متابعة رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجود الكثير من الأخطاء الإملائية وأكثرها عدم التفريق بين التاء المربوطة والهاء والألف الممدودة من المقصورة وكثير من الأحيان إسقاط ( ال) التعريف أو دمجها حسب اللفظ وهذا لا يؤثر على هدف المرسل حيث إنها تصل للملتقي بالمعنى المطلوب منها، وغالباً ما تلامس الشعور المطلوب منها لتعوض نقص المشاعر وافتقاد تلك المواقع لها يساعدها مرسلها باستخدام رموز وصور تدل على الشعور المراد إيصاله للهدف.
وفي النهاية يجب علينا تشجيع أهل الاختصاص في اللغة العربية والتقنيات على إبداع طريقة سهلة للتواصل باللغة العربية في أساليب التواصل الحديثة بعيدة عن التعقيد، كما هو الحال في استخدام الحروف اللاتينية مدركين أن لغتنا العربية لاتقل أهمية عن غيرها من باقي اللغات فلنحافظ عليها ونحميها لأنها هوية أمة بأكملها.
العدد 1106 – 9- 8-2022