مرت في 2 آب 2022 الذكرى السنوية السادسة عشرة لرحيل المؤلف والباحث الموسيقي والمدون الموسوعي محمود عجّان، الذي ولد في اللاذقية، ضمن أسرة فنية، تضمُ عدداً كبيراً من هواة الموسيقا، وقد بدأ العزف على الكمان والعود في الرابعة عشرة من عمره، وفي تلك الفترة عزف أمام أمير الكمان ” سامي الشوا ” فحاز على إعجابه، وأعطاه بعض لملاحظات، التي دفعته خطوات إلى الأمام، ولقد أسس النادي الموسيقي في اللاذقية، وشارك في مهرجانات موسيقية محلية وعربية ودولية. وأغنى المكتبة الموسيقية بجمعه آلاف الألحان العربية التراثية، وأسّس فرقة موسيقية عربية كان يقودها بنفسه، وحازت عام ١٩٦٩ على الجائزة الأولى في مباريات غناء الموشحات. ولقد صدر له كتابين موسوعيين : الأول بعنوان ( تراثنا الموسيقي ـ دراسة موسعة في الدَّور والصيغ الآلية العربية لحناً وقالباً ) , والثاني ( الليل والعين في التراث الموسيقي والشعري ). ولقد لقب ( بقيثارة اللاذقية).
في كتابه الأول يبدأ بتعريف الدور، من حيث النظم والصيغة والتلحين والغناء، معتبراً أنه من أهم الصيغ أو القوالب الغنائية في الموسيقا العربية، ومنوهاً أنه ظهر في مصر في منتصف القرن التاسع عشر، ثم تطور بشكل تدريجي وبخط تصاعدي، وبلغ قمة تطوره في بداية القرن العشرين، ولافتاً إلى أن محمد عبد الرحيم الشهير “بالمسلوب” يعتبر زعيم المدرسة القديمة للدور.
وفي سياق توثيق الأدوار الغنائية القديمة، يحدد مقام كل دور واسم الشاعر والمغنون الذين أدوه في سنوات متباعدة ومتقاربة. وهذه مهمة ليست سهلة وتحتاج لمراجع، وقد تكون غير متوفرة قبل صدور كتابه الموسوعي هذا . ثم ينتقل إلى توثيق أشهر أدوار المسلوب، وعبده الحامولي، ومحمد عثمان و أحمد غنيمة، وإبراهيم القباني، وعلي القصبجي، والد الموسيقار الكبير محمد القصبجي، وداوود حسني، ومحمد القصبجي، وزكريا أحمد، وسيد درويش، ومحمد عبد الوهاب، وصولاً إلى استعراض أدوار لملحنين متعددين . ومستعرضاً في فصل آخر الأدوار التي لم يتم التعرف على أسماء ملحنيها . وصولاً إلى الصفحات المخصصة للتدوين ( نوت لمختارات من الأدوار القديمة ) ولقد خصص لها مساحة واسعة في كتابه الموسوعي.