الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
يروى أن سيف الدولة الحمداني كان في حله وترحاله رفيق الكتاب وحسب ما تواتر من أخبار أنه كان يصطحب معه حمولة جمال من الكتب ..إلى أن ألف أبو فرج الأصفهاني كتابه الأغاني بظله ورعايته وأهداه إياه، فاستعاض به عما كان يحمله على ظهور الجمال.
وفي قصص الكتب التي كانت ومازالت وثيقة ومرجعاً للكثير الكثير من الحكايا ..
اليوم نفتح ملفاً الغاية منه إشعال عود ثقافي في ظلمة الابتعاد عن الكتاب وبالوقت نفسه التذكير بكتب مهمة صنعت عقولاً جبارة وتركت أثراً عميقاً بعد قراءتها..
فلا خير في كتاب لا يخلخل التفكير ويطلقه نحو أسئلة كبرى حول قضايا يجب أن نبحث في إجابات عنها وليس بالضرورة أن تكون إجابات قطعية لكنها تحرك الساكن وتفتح آفاقاً أكثر رحابة.
في حياة كل منا قصة كتاب أدى هذا الدور وترك بصمته.
قد يكون رواية أو كتاباً فكرياً أو ديوان شعر أو كتاباً علمياً..
وهذه الحال لما تتغير عند الأجيال الصاعدة بغض النظر عن مدى لهفتها للكتاب لكنها مازالت تقرأ وتقرأ..
شخصيا كنت ومازلت شغوفا بسلسلة عالم المعرفة ومازلت ايضا شغوفا بكل ما يصدره أدونيس وهزني كتاباه زمن الشعر ومقدمة للشعر العربي .
أما ميخائيل نعيمة فهو عود الثقاب في كتابه مرداد …وجبران خليل جبران في الأجنحة المتكسرة.
وغيرها الكثير مما لا استطيع ذكره ولكن ديوان بدوي الجبل رفيقي كلما شعرت أن مساحة النور ضاقت في داخلي ..
ومحمود درويش ونديم محمد وغيرهم ..
أما اليوم وفي الإصدارات الحديثة أتابع بشغف الكتب التي تترجم عن الروسية وتتحدث عن إعادة بناء المجتمع الروسي وكيف أيقظ علماء الاجتماع الروس الروح الكامنة وما نراه الآن دليل على ذلك ..
ويبقى الكتاب خزان المعرفة الذي يجب أن يتجدد دائما.
العدد 1106 – 9- 8-2022