الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
بينما كان النت محرقة للوقت، وهدراً للجهد، كان لتربية حمص السبق والنظرة الأعمق بحيث حولته لمنبر لتلقي الدروس لشهادات التعليم الأساسي والثانويات بكافة فروعها، بتقنيات بسيطة تناسب كافة الناس باختلاف مستوياتهم المادية، التقت الثورة أون لاين مع القائمين على التجربة:
تحدثت رئيسة دائرة التوجيه والمناهج في مديرية تربية حمص الدكتورة “دارين محمد”، قائلة: كلفتنا الوزارة بإنشاء الغرفة بداية لمتابعة الإشراف التربوي، وهي عبارة عن قاعة مجهزة بخمس حواسيب وخمس نقاط اتصال مع كاميرات مراقبة بحيث يتواصل الموجه الاختصاصي لأحد المواد بشكل يومي مع الموجه الأول لنفس المادة في الوزارة ويأخذ تعليماته منه، وكنا نعمل حسب تعليمات الوزارة.
نظراً لأهمية التجربة، رأينا أن نستثمر الغرفة بأمر مفيد، فاقترحت رئيسة شعبة التوجيه والمعلوماتية “سلوى عباس” تعليم البرمجة المعلوماتية للأطفال، عن طريق القاعة وهم في منازلهم..
ثم أضفنا برنامج تعليم سكراتش للطلاب، وباشرنا عملنا بإعطاء دروس خصوصية بدعم من مدير التربية الذي قدم كافة الدعم والتسهيلات اللازمة، حيث جهزت الغرفة خلال يومين، بالوقت التي كانت تحتاج لشهر ليتم الأمر، حيث كان داعماً في كافة المراحل، وبتوجيه دائم من وزير التربية، رفعنا كتاباً لمدير التربية “وليد المرعي” بداية كتاب تضمن فكرة تخفيف العبء عن طلاب الثانويات وأهاليهم بكافة اختصاصاتها وشهادة التعليم الأساسي، ليعطينا مهلة أسبوع لنقدم المادة العلمية، تواصلنا مع الموجهين والمدرسين، وكان الجميع متحمساً للفكرة فقدموا لنا الدروس بطريق البوربوينت وهي دروس نموذجية مجانية مع معلميها لتقديمه، فرفعنا كتاباً للوزارة بالأمر لتوافق على أن تكون المبادرة مجانية كما اقترحنا، وكانت الدورة التكميلية ستبدأ، فأحببنا أن نفيد طلابنا في الشهادات، فكانت أول تجربة لنا قبل الدورة بيومين السبت والأحد قبل مادتي الرياضيات والجغرافية، فأحضرنا موجهاً ومدرس رياضيات بارع ليعطي المعلومات أون لاين وكذلك الأمر لمادة الجغرافية، فتضمن البث كيفية التعامل مع الورقة الامتحانية وما هي الأخطاء التي تحدث في سلم التصحيح وما هي الأشياء التي على الطالب الانتباه إليها، وكيفية التعامل مع الورقة الامتحانية، ليعطوا المنهاج بشكل كامل، فكان المدرس يمرُّ على كل الوحدات في المقرر بشكل مختصر، ويؤكد على الأفكار الأساسية، وقبل كل مادة امتحانيه يأتي المدرس المختص ليعطي المقرر بشكل مختصر.
وبرغم الإقبال الكبير من المدرسين للمشاركة دون مقابل، فإن إقبال الطلاب لا يزال خجولاً، واعتقد أن السبب يعود لعدم معرفة الطلاب كيفية دخول المنصة، وسنقوم بالتعاون مع “سلوى عباس” على آلية إرشاد الطلاب، لكيفية الانضمام لمنصة Meet بالتفصيل، وممكن أن يكون سبب كون المشاركة خجولة لأنها دورة تكميلية ولا مجال للتجريب..
ومع انتهاء الدورة التكميلية سيتم إعطاء المنهاج بشكل كامل للتعليم الأساسي وللشهادات الثانوية بكافة فروعها..
وتتميز التجربة بأنها أول تجربة على مستوى سورية والمنصة موجودة بكافة المحافظات ولكنها خاصة بتطوير المناهج، ونحن انطلقنا من قاعة التوجيه والمناهج، وإذا استطعنا النجاح وإثبات ذاتنا ستتعمم على مستوى سورية وهذا أملنا، وفائدة الطلاب هي غايتنا فقط بكل أنحاء سورية مدينة وريفاً وسنحاول لاحقاً حفظ الجلسة مسجلة على الموقع، ليراها من فاته الحضور أون لاين…
أما رئيسة شعبة التوجيه الاختصاصي لمادة المعلوماتية “سلوى عباس” فقالت: كانت البداية بمبادرة خاصة للأطفال بتعليمهم البرمجة المعلوماتية تحت إشراف تربوي بمبادرة وإشراف من المنسقة والموجهة الأولى في الوزارة “لينا شعيب”، لتفعيل المبادرة باسم تعليم البرمجة للأطفال في مادة المعلوماتية تتضمن عدة محاور منها سكراتش، ونعمل على تطور الفكرة لاحقاً، لتشمل كافة مواد الشهادات..
وأنا سعيدة بتجربتي مع الأطفال وهي تجربة رائعة، فهم متابعون ومثابرون بطريقة جميلة، حيث يتابعون مع ذويهم، وهم أكثر انضباطاً من الكبار، وقد نجحت التجربة كما تصورنا..
أيضاً تحدث الموجه الاختصاصي للعلوم التجارية “إلياس الطرشة” عن المبادرة قائلاً: هي تجربة جيدة للتواصل مع طلابنا، لتقديم بعض الإرشادات والنصائح قبل كل مادة امتحانيه، كنوع من التشجيع، حيث كنا نجيب على تساؤلات الطلاب، برغم أنها تجربة خجولة من حيث المشاركة، إلا أنها ناجحة، حيث لم يتعود طلابنا على هذا الأسلوب، فنحن نعتبرها كبداية جيدة ومشجعة، ونتمنى أن تتفعل هذه التجربة وتصبح على مدار العام، كان معي في العمل الأستاذ عبد الناصر نعسان بصفتنا مفتشين تربويين ومحاسبين قانونيين، ونحن جاهزون دائماً للعمل ولدينا الرغبة والقدرة على العطاء، بدأنا كخطوة أولى مع الشهادات، حيث يعاني بعض الطلاب من بعض المواد، فيحملونها للدورة التكميلية مثل: التكاليف والمحاسبة الخاصة ومحاسبة المنشآت، لأن هذه المواد جديدة عليهم.
وأضاف مدرس العلوم التجارية في ثانوية “عز الدين القسام” وفي الجامعات الخاصة “عبد الناصر نعسان” قائلاً: بتوجيه من مدير تربية حمص لتخفيف أعباء الدروس الخصوصية والدورات عن كاهل الأهالي، حيث تم وضع غرفة للإشراف التربوي في مديرية التربية، للقيام بمناقشات ومراجعات امتحانيه لطلابنا، والإجابة على تساؤلاتهم وتنبيههم للأخطاء الامتحانية، وتعتبر مبادرة رائعة استفاد منها العديد من الطلاب الذين تواصلت معهم، حيث تمكنا من إيصال المعلومات وإنقاذ بعض الطلاب من الأخطاء التي يقعون بها خلال الامتحانات، والمبادرة جاءت متأخرة، ولكن أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تصل أبداً.