الثورة- ترجمة غادة سلامة
قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن القوات الأوكرانية هددت حياة المدنيين من خلال إقامة قواعد عسكرية وتشغيل أنظمة أسلحة في مناطق مأهولة بالسكان، ومثل هذا التكتيك ينتهك القانون الدولي الإنساني ويعرض المدنيين للخطر لأنه يحول الأحياء المدنية إلى أهداف عسكرية.
تقول أغنيس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن المنظمة وثقت نمطاً من قيام القوات الأوكرانية بتعريض المدنيين للخطر وانتهاك قوانين الحرب عند إجرائها عمليات عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان، وهي بذلك لا تحترم القانون الإنساني.
وفتشت المنظمة المواقع، وأجرت مقابلات مع ناجين وشهود عيان وأقارب ضحايا، واضطلعت بالكشف عن الأسلحة وتحليلها. وخلال تلك التحقيقات، تم العثور على أدلة على أن القوات الأوكرانية كانت تطلق النار من مناطق مكتظة بالسكان وكانت هي نفسها داخل المباني المدنية في 19 بلدة وقرية في هذه المناطق. حيث قامت المنظمة بتحليل صور الأقمار الصناعية لتأكيد بعض هذه الحوادث، وتم تأكيدها.
وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن معظم المناطق السكنية التي تواجد فيها الجنود الأوكرانيون كانت على بعد كيلومترات من الجبهة، بالرغم من توفر بدائل قابلة للتطبيق لا تعرض المدنيين للخطر، مثل القواعد العسكرية أو المناطق كثيفة الأشجار القريبة، أو غيرها من المباني البعيدة عن المناطق السكنية.
ففي الحالات التي وثقتها منظمة العفو الدولية أكدت وجود الجيش الأوكراني في مبان مدنية في مناطق سكنية، دون طلب أو مساعدة المدنيين على الإخلاء، وهو ما يعد إخفاقًا في اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين.
ويطالب القانون الدولي والإنساني القوات الأوكرانية بتجنب تحديد أهداف عسكرية، إلى أقصى حد ممكن، داخل أو بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان. وتشمل الالتزامات الأخرى لحماية المدنيين و إبعادهم عن المناطق المجاورة للأهداف العسكرية.
يقول أحد الناجين من الانتهاكات التي تقوم بها القوات الأوكرانية بحق السكان من أجل استعمالهم كدروع بشرية: تمركز الجيش في المنزل المجاور لمنزله وكان ابنه يجلب الطعام، وقد توسل إليهم عدة مرات أن يبتعدوا عن منزله، لأنه كان يخشى على سلامة أهل بيته، وبينما كان ابنه في الفناء الخاص ببيتهم قُتل بسبب القوات الأوكرانية المتمركزة بالقرب من داره وشوه جسده. ودُمر منزله، لقد قُتل ابنه في حزيران في قرية جنوب نيكولاييف بسبب القوات الأوكرانية التي تتخذ من السكان دروعا بشرية وتتمركز ضمن المناطق السكنية.
لقد عثرت منظمة العفو الدولية على معدات عسكرية وأزياء عسكرية في المنزل المجاور لمنزل الرجل الذي فقد ابنه.
وشاهدت فرق منظمة العفو الدولية جنوداً يستخدمون مباني سكنية تقع على بعد 20 متراً من مدخل الملجأ تحت الأرض، والذي كان يستخدمه السكان وحيث قتل رجل مسن. ووثق باحثو منظمة العفو الدولية استخدام القوات الأوكرانية المستشفيات كقواعد عسكرية أيضاً.
لم يكن تقرير منظمة العفو الدولية مفاجأة بالنسبة للمحللين. فمنذ بداية الحرب، شهد الجميع مثل هذه التكتيكات التي اتبعها الجيش الأوكراني، والتي يحظرها القانون الدولي بشدة. كما حذرت وزارة الخارجية الروسية من سلوك الجيش الأوكراني الذي يهدد المدنيين الأبرياء.
بقلم: Batko Milacic