احتكار تربوي

عندما يتوقف التجار عن بيع سلعة ما جراء المتغيرات المتسارعة تتحرك الجهات المعنية لقمع التجار بتهمة الاحتكار، ولا أحد يعترض على هذا التوصيف، بل يذهب البعض لوصفهم بالجشعين، وهو توصيف مُتفق عليه من الجميع، وبالمنطق التجاري ما ينطبق على التجار ينطبق على القطاع العام بصفته مقدماً للخدمات ومنتجاً للسلع.
قبل فترة توقفت مستودعات الكتب المدرسية كافة عن بيع الكتب لتخرج بعد أيام بأسعار جديدة بما يشير إلى اعتبار الكتب المدرسية سلعة تجارية وعلى مُحتاجيها شراؤها بالسعر الجديد.
الأسعار الجديدة للكتب وصلت إلى خمسين ألف ليرة لكل نسخة من منهاج الثانوية العامة، هذا الأمر له أبعاد كثيرة وآثار سلبية على الطلبة وذويهم، فالأسرة التي لديها طالبان عليها أن تدفع مئة ألف ليرة ثمن كتب وضعفي المبلغ دفاتر وقرطاسية وثلاثة أضعاف للباس ومبلغاً يصعب تقديره لوسائل النقل، وأرقاماً أخرى يصعب تصورها للدروس الخصوصية بمقابل راتب موظف لا يكفي لأكثر من نسختي كتب فأي تربية, وأي تعليم ننشد؟
عملية تغيير المناهج المستمرة وبفترات متقاربة والتعديلات المتتالية حولت الكتب المدرسية إلى تجارة ينتفع منها شريحة كبيرة من القائمين على هذا الأمر ولا أعتقد أن الناس نسيت الأرقام التي تم الإعلان عنها في عمليات فساد في التربية، والسؤال الذي يردده الجميع: لماذا تتم كل هذه التغييرات على الكتب والمناهج؟ وهل تغيير بعض الصفحات أو تصحيح بعض الأخطاء يستدعي تغيير كتاب بكامله؟ ثم هل عجزت الجهات المعنية عن دعم هذا الأمر بشكل كامل ولاسيما أن كل ما يحتاجه لا يعادل أكثر من دعم المشتقات النفطية ليوم واحد؟
القطاع التربوي الذي يُعتبر أساساً لبناء المجتمع تحول إلى قطاع تجاري بامتياز، بدءاً من الكتاب المدرسي مروراً بالمدارس الخاصة وصولاً إلى الدروس الخصوصية وليس انتهاء بالكاميرات وغيرها من التجهيزات بغياب المكتبات المدرسية ومخابرها إلا من الأشخاص القائمين على تسميات في ابتكار يستحق التسجيل ببراءات الاختراع.
طبعاً الأمر لا يتعلق بفترة إدارة معينة وإنما سياسة متبعة منذ سنوات طويلة وهذا يُعقد المهمة على أي قادم على أي مفصل إداري في هذه الوزارة من قمة الهرم الى أدنى مرتبة وظيفية.

آخر الأخبار
السيليكون مورد استراتيجي لاقتصاد المعرفة الحديثة الشيخ عماد لـ " الثورة ": نبذ العنف وترسيخ مبادئ السلام الاجتماعي والأسري سوريا نموذجاً للعيش بين الأديان الشيخ مرعي لـ"الثورة": التسامح ليس ضعفاً والمحبة أقوى من الكراهية هل يبدأ تعافي الاقتصاد السوري فعلياً؟ ديروان لـ "الثورة": تمكين المستثمرين لتحويل مبالغ مالية ضخمة الخبير حيدر لـ"الثورة": سوريا أمام انتعاش مصرفي- استثماري الفرملي: تنسيق مع منظمتي "بلا حدود" و "حماية المدنيين" لتقديم منحة لدعم التأمين الرقمي  أهالٍ من القنيطرة يحتفلون برفع العقوبات عن سوريا احتفالات  في حمص برفع العقوبات رئيس اتحاد غرف التجارة السورية : رفع العقوبات سيسهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وتدفق الاستثمارات رئيس غرفة صناعة دمشق لـ"الثورة": رفع العقوبات هو التحرير الثاني لسوريا خبير اقتصادي  لـ"الثورة": رفع العقوبات يفتح باب الاستثمار ويحسّن مستوى الدخل الاقتصاد السوري بعد 13 أيار ليس كما قبله...  خربوطلي لـ"الثورة": فرص الاستثمار باتت أكثر من واعدة ماذا بعد رفع العقوبات..؟ الدكتور عربش لـ"الثورة": فتح نوافذ إيجابية جداً على الاقتصاد نائب وزير الطوارئ لـ "الثورة":  حرائق الغابات التهمت 150 هكتاراً جامعة دمشق تناقش أهمية إدخال تقنيات  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار لتقديم أفضل مرور إنترنت في سوريا  الاتصالات تطلق مشروع "سيلك لينك" احتفالات كبيرة في طرطوس برفع العقوبات.. وإعادة التعافي للقطاعات  الشيباني: قرار ترامب برفع العقوبات نقطة تحول محورية للشعب السوري الأمم المتحدة ترحب بقرار ترامب رفع العقوبات على سوريا