الثورة – لميس عودة:
يرزح أهلنا في الحسكة تحت مقصلة التعطيش المتعمد، وتحت نيران القصف الوحشي وغيرها من صنوف الترهيب والترويع والاستهداف المبرمج التي يمارسها بحقهم النظام التركي، بغية تهجيرهم عنوة عن منازلهم وأراضيهم بهدف الاستيلاء عليها واحتلالها، هذا كله يجري على الملأ الدولي، وتؤكده المشاهد الموثقة بالدلائل والبينات، والأمم المتحدة بكل مؤسساتها المعنية تتفرج ولا يتحرك فيها ضمير، ولا تثار لها حمية لحقوق تنتهك وإنسانية تستباح على مرأى العالم.
أكثر من 20 يوماً وفصول إرهاب النظام التركي بقطع المياه عن أهلنا في الحسكة في جو شديد الحرارة متواصلة، فاستخدام التعطيش كسلاح قذر للتضييق على أهلنا من دون أي رادع أخلاقي أو إنساني، ومن دون إدانة أو مساءلة أممية توقف غلو الإجرام التركي الممارس بحق أهلنا، يفضح التخاذل والانخراط الدولي المعيب في الجرائم المرتكبة.
فالكيل التركي يفيض بالممارسات العدوانية والانتهاكات اللا الإنسانية، ودلائل ممارسة النظام التركي للإرهاب ضد المدنيين الأبرياء موثقة فصولها ابتداء من التعديات والنهب واللصوصية وسرقة مقدرات السوريين، وليس انتهاء بقطع المياه المتكرر عن مليون مدني في الحسكة لاستنزاف صمود وثبات أبناء منطقة الجزيرة السورية ورفضهم لمشروعاته الاحتلالية التوسعية.
في كل ما يقوم به النظام التركي من جرائم في الأراضي السورية، وما يرتكبه من أعمال نهب وسرقات موصوفة، وتمكين مرتزقته الإرهابيين من التعدي على المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم، وتعطيش مليون مواطن، يمارس هذا النظام الإرهاب المنظم وينتهك القوانين الدولية، متوهماً أنه بوسائل البلطجة وبما يرتكبه من انتهاكات سافرة، وبما يقترفه من فظائع بحق مدنيي الجزيرة سيفتُّ من عضد مقاومتهم لمخططاته، وسيوهن عزيمة تصديهم لمشاريعه الاحتلالية التوسعية.
يتغافل النظام التركي عن أخذ العبر من دروس التاريخ القديم والمعاصر بأن هذه الأرض كانت على الدوام مخرزاً في عيون أطماع الغزاة والمحتلين، وكما أن كل رهاناته السابقة كانت خاسرة، وكل أوهامه ومشاريعه الاستعمارية على الجغرافيا السورية نسفتها إنجازات الميدان فستفعل ذلك في المدى القريب، وستبقى الأرض السورية واحدة موحدة بجغرافيتها مهما اشتد الاستهداف الإرهابي، فلن تُستنزف مقاومة وثبات السوريين في أرضهم، ولن يُلوى ذراع أهلنا في الحسكة بتعطيشهم.