الثورة – آنا عزيز الخضر:
الطفولة ذاك العالم الرقيق، قد يدهشنا في قدرته على تحمل الصعاب، وقد يعلمنا الكثير بطاقاته الخلاقة الزاخرة بالحياة، فالأطفال هم الشريحة الأكثر تأثراً ووجعاً بفعل الحرب، ورغم ذلك لديهم القدرة على التحدي وصنع المعجزات..
هذا مانقله الفيلم القصير “Paint and pain”.. تأليف وإخراج “علي محرز”. إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
حمل الفيلم دعوة جميلة للانتقال من العجز إلى الفعل والإبداع، ولفت النظر إلى قدرة الإنسان على خلق المعجزات، بوجود الإرادة والنقاء والرؤية الشفافة..
حول الفيلم وعالمه، تحدث الفنان “علي محرز” قائلاً:
تدور فكرة الفيلم، حول الطفل السوري وما وقع على كاهله من هول الحرب العدوانية على سورية، وكيف عاش فترتها، ونظرته الإيجابية للحياة، رغم أن واقعه في قمة المأساة والسلبية، وبشكل عام الأطفال لديهم طاقة ونظرة مختلفة، تمنحهم القوة والقدرة على تحمل الواقع.. فكرة الفيلم إنسانية، وقد ركز على الطفلة المقعدة بسبب الحرب، وهي ابنة شهيد تحاول أن تتجاوز عجزها وظرفها القاسي عن طريق الرسم، وبدأت ترسم وتستبدل الأشياء السلبية بأخرى إيجابية، تظهرها في لوحاتها البسيطة، وفي أحد المشاهد كانت الطفلة مع والدتها في الحديقة العامة، تتناقشان في موضوع دلالات الألوان. مما أحزن الأم وجعلها تغيب دقائق عن ابنتها، وخلال هذه الدقائق، رأت الطفلة مشاكل أخرى تحدث أمامها، رأت شابا وصبية يتشاجران، فرسمت في دفترها عكس هذا الشيء..
رأت أيضاً، شاباً وحيداً حزيناً، فرسمت في دفترها العكس، فكان إلى جانبه الأصدقاء، وكأنها تعطي جواباً لكل حالة تزعجها عن قصد، كي تكون الأقوى، وكي تقدم مؤشراً بضرورة رؤية الإنسان الصورة الأجمل.
وهي تكمل رسوماتها، حاول الأطفال إقناعها باللعب معهم، لكنها عاجزة، فتحاول أن تعوض، وتعبر عن ذاتها بشكل آخر ، ورسمت لوحة جمعت الأم والطفلة والأب، مستخدمة الألوان بمعانيها، وأدخلت اللون الأبيض الذي يدل على النقاء والبراءة والسلام، فكان الرسم بديلاً أشعرها بقدرتها على الفعل بالرغم من عجزها…