الثورة – ظافر أحمد أحمد:
الأهم في أيّ شأن من شؤون اللاجئين السوريين أن يستوعب اللاجئ قبل غيره بأنّ ملفه قابل للاستثمار السياسي الدولي..، وهذا ما يتكفل في معرفة اللاجئ لمكانته وخياره الأفضل.
القصد في الخيار الأفضل للاجئ وضمن المسلمات الوطنية هو (العودة) إلى وطنه، وأرضه وبيته وما من دولة في الكون يمكنها تقدير قيمته الإنسانية الحقيقية ما دامت تدرجه تحت تصنيف (لاجئ).
أنموذج صارخ لما حدث ويحدث مع اللاجئين السوريين في تركيا، ومع عدم التغافل عن الفصول المهينة فيما حدث في مخيمات مشهورة، يمكن الانتباه إلى مرات عديدة كرر فيها أردوغان تهديداته بأنّه سيرحّل اللاجئين السوريين إلى أوروبا إذا لم تقم الدول الأوروبية بالتماشي مع مطالبه ومخططاته في سورية..؟ فهل في هذا الابتزاز تقدير أردوغاني لقيمة اللاجئ السوري؟.
يضاف إلى ذلك بأنّ السياسة الأردوغانية اعتمدت على تجنيس العديد من اللاجئين السوريين ممن يمتلكون مهناً مميزة تحتاجها تركيا، كشكل من أشكال سرقة الكفاءات السورية في حين ترمي قضية اللاجئين برمتها في بازار السياسة والابتزاز الدولي.
والأخطر أنّ النظام التركي وساسته يتبجحون بأنّه لا أطماع تركية في الأراضي السورية، بينما تمّ توظيف قضية اللاجئين السوريين كإحدى وسائل ترسيخ الاحتلال في بعض المناطق، بحجة أنّ تركيا تبني لهم وحدات سكنية في الشمال السوري حرصاً منها على عودتهم، وبذلك يتم العمل على التغيير الديموغرافي أيضاً في مناطق انتشار الاحتلال التركي باستخدام اللاجئين لهذه الغاية.
كذلك لا يخفى على أحد في الداخل التركي مدى التوظيف في ورقة اللاجئين ضمن استحقاق الانتخابات الرئاسية القادمة.
وبالتذكير بشكوى قسم من اللاجئين في بعض الدول بأنّه لا تصلهم مساعدات دولية تمّ تحصيلها باسمهم، فإنّ بعض الدول استقطبت اللاجئين أساساً بشكل مخطط لاحتجازهم وتقييد خياراتهم في التنقل والعودة من أجل استخدامهم كجرح نازف يستثمر سياسياً وإعلامياً ضد الدولة السورية.
كل ذلك وتفصيلات كثيرة تخص اللاجئين تتطلب تنبه اللاجئ بأنّ الدولة التي تحترمه لا تنظر إليه على أنّه مجرد (منجم سياسي)، فهي بذلك تلغي قيمته الإنسانية كسوري اضطرته الظروف لسلوك طرق اللجوء إثر حرب اشتغلت عليها إمبراطوريات استعمارية واستخباراتية ووظفت قوى الإرهاب لتهجيره من بيته ووطنه.
ومن المهم أنّ يسأل اللاجئون قبل غيرهم من أهل الوطن: لماذا يعمل الغرب جاهداً وبإملاءات أميركية على منع عودتهم إلى سورية؟.
ومع جاهزية الدولة السورية وتأكيداتها المتكررة بتأمين مستلزمات عودة اللاجئين فإنّ فهم اللاجئ للمكيدة الغربية يشكل جزءاً كبيراً من طريق العودة.