الثورة- تقرير دينا الحمد:
قبيل وصول فصل الشتاء، تسجل أسعار الطاقة في أوروبا ارتفاعاً متصاعداً، بسبب الارتدادات العكسية للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وباتت الحكومات الأوروبية تترنح أمام ضغوطات شعوبها التي تحملها مسؤولية التردي الواضح في حياة الأوروبيين عموماً، إذ بات على الأوروبيين الاستعداد للتضحية برفاهيتهم التي عهدوها خلال العقود الماضية، حيث العديد من الحكومات الأوروبية باتت تطالب مواطنيها بترشيد استهلاك الطاقة، أو تنذرهم بقطع التيار الكهربائي بشكل دوري خلال الفترات القادمة.
بريطانيا، كغيرها من الدول المنخرطة بالحرب الأوكرانية، عبر ضخ الأسلحة والعتاد لنظام كييف، وعبر فرض المزيد من العقوبات ضد روسيا، بدأت تدق ناقوس الخطر بسبب النقص الحاد في إمدادات الطاقة، إلى حد وصل برئيس الوزراء بوريس جونسون للقول بأن ارتفاع فواتير الكهرباء قد تفقد البريطانيين عقولهم.
وبحسب وكالة نوفوستي، كتب جونسون في مقالة لصحيفة “ديلي ميل”: “ستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة، وربما صعبة للغاية. ستكون فواتير الطاقة الكهربائية مذهلة للسكان. وبالفعل باتت فواتير تدفئة المنازل مخيفة جداً بالنسبة للكثيرين منا، وقد تفقد البريطانيين عقولهم”.
وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة البريطانية لتنظيم الطاقة Ofgem عن زيادة بنسبة 80٪ في الحد الأقصى لفاتورة الكهرباء المسموح بها للمستهلكين اعتباراً من 1 تشرين الأول بسبب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية. وبهذا الشكل، قد يرتفع الحد الأقصى للفاتورة للبريطانيين بمقدار 1578 جنيهاً، أو 80٪. حتى الآن كان الحد الأقصى يبلغ 1971 جنيهاً إسترلينياً.
أزمة الطاقة التي تعصف ببريطانيا، دفعت المدارس البريطانية أيضاً لشراء سترات للشتاء لطلابها، حسبما أفادت صحيفة The Sun.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مديري مدارس، أن المؤسسات التعليمية قد تخفض درجة الحرارة بمقدار درجة إلى درجتين للتوفير في التدفئة، وستطلب من الطلاب ارتداء سترات.
وقال مديرو المدارس إنهم نصحوا الآباء بأن يرتدي أطفالهم ملابس أكثر دفئاً خلال فترة تشغيل التدفئة، بينما سيتم تزويد أطفال الأسر ذات الدخل المنخفض بالسترات الصوفية مجاناً.
ووفقاً للصحيفة، فإنه سيزداد هذا العام إقبال الطلاب على وجبات الإفطار المجانية في المدارس، نظراً للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، حيث يحاول العديد من الآباء التوفير حتى في الطعام.
وذكرت صحيفة The Mirror في وقت سابق أن ما يقرب من 9 ملايين بريطاني قد يجدون أنفسهم تحت خط الفقر بعد قرار السلطات رفع الحد الأقصى لفاتورة الكهرباء بنسبة 80% اعتباراً من تشرين الأول.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس المرشحة لمنصب رئيس الوزراء، قد أكدت في وقت سابق أن أزمة الطاقة في بريطانيا ستستمر عدة سنوات، وأن حلها سيتطلب إجراءات حاسمة، وقالت يوم الخميس الماضي:”إذا كان الناس يعتقدون بأن القضية ستحل خلال نصف العام، فهم يخطئون. هذه قضية طويلة الأمد”.