الثورة- يامن الجاجة:
لا يختلف اثنان على أن ما قام به اتحاد كرة القدم لناحية التعاقد مع مدربين هولنديين لتدريب منتخباتنا الوطنية لفئات تحت ١٧ و تحت ١٩ و تحت ٢٣ عاماً، هو تحرك و توجه سليم و منطقي لأنه يهدف لبناء اللاعبين و اكتشاف و تطوير أفضل المواهب بشكل مبكر و لكن كنا ننتظر أن تكون الفائدة من هؤلاء المدربين أكبر و أكثر شمولية عبر إقامة عدة دورات وورشات عمل تحت قيادتهما كمدربين مختصين بالعمل على مستوى الفئات العمرية و بالتالي يمكن لهما إعداد جيل كامل من المدربين المحليين المتخصصين في تدريب الفئات العمرية و تطويرها و لو بشكل مبدئي و لا سيما أن كرتنا تفتقد لهذا النوع من الكوادر الفنية التي تجيد تطوير المواهب منذ المراحل الأولى .
عندما تعاقد اتحاد اللعبة الشعبية الأولى مع المدربين الهولنديين مارك فوته و فيلكو فان بورن تم الإعلان بشكل صريح أن تقييم عمل كل منهما سيكون بعد عام على أقل تقدير و لن يكون هناك تقييم سريع للنتائج و أن المرحلة التي أعقبت إعلان التعاقد معهما ستكون فترة يستطيع من خلالها كل مدرب التعرف على اللاعبين الموجودين في المتتخب الذي يدربه و على الكادر الفني الوطني الذي تم تعيينه من قبل اتحاد اللعبة قبل الوصول لاتفاق مع المدربين المذكورين و هنا جاءت أولى العثرات في بنود الاتفاق مع المدربين الهولنديين على اعتبار أن الفائدة منهما ستكون محصورة بالكوادر الفنية التي تعمل مع منتخب الناشئين و منتخب الشباب و قد كان من الأجدى إيجاد صيغة تعم من خلالها الفائدة على أكبر عدد ممكن من المدربين في مختلف الأندية و المحافظات و لكن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن شيء كهذا و تم إطلاق بعض الوعود فقط التي تذهب في هذا السياق.
باختصار فإن ما نتمناه يتلخص في تعميم الفائدة على كافة الكوادر الفنية و القيام بذلك قدر المستطاع دون أن تبقى هذه الفائدة حكراً على هذا أو ذاك. و لا سيما أن كرتنا بحاجة ماسة لتحرك كهذا و هو أمر طالبنا به منذ فترة قريبة و لازلنا نطالب به حتى الآن.