قرار “السبع الكبرى” مؤشٌّر إلى ارتجاج دماغي!

الثورة – هلال عون:
تبدو أمريكا وأوروبا هذه الأيام كلاعب كرة قدم وصل إلى السبعين من عمره، ولكنه لايعترف بالواقع بسبب الغطرسة والغرور، ويصر على خوض المباريات، ويعتقد أنه سيفوز فيها كما كان يحصل حين كان شاباً.
إن قرار مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، ايطاليا، اليابان وكندا) الذي صدر باجتماع افتراضي لوزراء مالية تلك الدول عبر الانترنت يوم الجمعة 2 أيلول 2022، والذي تضمن الإعلان عن فرض سقف منخفض لأسعار النفط الروسي بعد وقت قريب جداً، يؤكد صحة تشبيههم بلاعب كرة القدم السبعيني، بل يتجاوزه إلى ما يشبه راقصة تجاوزت الثمانين من عمرها، وتريد أن تستعرض نفسها على أنها شابة!
ويبدو أن العطب قد أصاب حتى العقل الياباني (المبدع) ولا تفسير آخر لإعلان وزير المالية الياباني “شينيتشي سوزوكي “: “إن تحديد سقف لأسعار النفط الروسية سوف يسهم في استقرار إمدادات الطاقة لدول مجموعة السبع”!
بينما كان رأي المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “يمكننا التأكيد بثقة على أمر، وهو أن اتخاذ مثل هذا القرار سيؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق النفط بصورة كبيرة”.
كم أود لو أتيح لي أن أطلب من الوزير الياباني أن يشرح لي معنى قوله أن “القرار سوف يسهم في استقرار إمدادات الطاقة لدول مجموعة السبع”! خاصة بعد قرار موسكو بإيقاف تصدير الطاقة إلى أوروبا !
لا شك أن كثيرين يتساءلون الآن عن الطريقة أو الآلية التي يُفترض أن تُمكِّن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تتغنى بقوانين التجارة الحرة” من تنفيذ قرارهم الذي اتخذوه، خاصة أن قوانين الاقتصاد تقول أن حجم العرض والطلب لأي سلعة هو الذي يُحدد سعرها.
لنبحث الآن في الآلية التي ستستخدمها أمريكا وأوروبا لتنفيذ القرار، وما هي نسبة نجاحهم في تنفيذه؟
ولنبحث بعد ذلك في النتائج المتوقَّعة لهذه الحرب الاقتصادية الشرسة بعد أن صدر الرد الروسي سريعاً كالبرق بإيقاف تصدير الغاز إلى أوروبا بشكل كامل، وإلى أجل غير مسمى، تحت مبرر تقني (إصلاح توربين).
في محاولة الإجابة على التساؤل الأول بخصوص الآلية التي ستستخدمها أمريكا وأوروبا لتنفيذ قرارهم، فإن الآلية ستعتمد على:
– منع شركات التأمين وإعادة التأمين من تغطية وتمويل النقل البحري للنفط الروسي، وحظر تقديم أي خدمات للسفن التي تشتري النفط الروسي بسعر يتجاوز السقف الذي ستحدده الدول السبع!.
وقد أعلنت تلك الدول أن “سقف الأسعار سيحدد عند مستوى يستند إلى سلسلة من البيانات الفنية وسيقرره التحالف بمجمله قبل وضعه موضع التنفيذ ، وذلك بشكل عاجل وسريع”.
– وكذلك سيعملون على تشكيل تحالف دولي للانضمام إليهم.
وما لم ينجحوا في ذلك فإنهم سيكونون المتضرر الأكبر، وربما الوحيد من قراراهم، خاصة أن الروس بقرارهم وقف تصدير الطاقة إلى أوروبا بشكل كامل، قد نفّسوا بالون التذاكي المنتفخ لدى الغرب، حيث إن التذاكي الأمريكي – الأوروبي دفعهم للإعلان عن أن قرارهم تحديد سقف أسعار للنفط والغاز من منشأ روسي لن يمنع روسيا من بيع نفطها للدول السبع، ولكن بسعر أدنى من الذي تعتمده حالياً، أي بالسعر الذي سيحددونه (بشكل عاجل)!
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، استبق قرار تلك الدول، وأعلن أن الشركات التي تفرض سقفاً للسعر لن تكون من بين المتلقين للنفط الروسي.
و لابد من الإشارة هنا إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن منذ حزيران الماضي أنه سيفرض حظراً على النفط الخام الروسي اعتباراً من 5 كانون الأول القادم.. أي بعد أن تكون تلك الدول قد وفّرت وخزّنتْ احتياطياً كافياً لفصل الشتاء!
كل تلك القرارات الغريبة تحدث بسبب احتقار الغرب لعقل الآخر.
ولكنهم تلقوا الصفعة يوم أمس حين فاجأتهم روسيا بقرارها، تزامناً مع توقيت إعلانهم عن قرار تحديد السقف المذكور.
وروسيا بقرارها لاتكون قد أفرغت قرارهم من مضامينه فقط، بل إنها حرمت أوروبا من إمدادات الطاقة بتوقيتها هي، لابتوقيت الغرب.. أي أحبطت مخططهم لتخزين الاحتياطي الذي كانوا يعملون على تخزينه.
أما في الإجابة على التساؤل عن النتائج المتوقَّعة لهذه الحرب الاقتصادية الشرسة بين الجانبين، فيمكن القول من وجهة نظري أن روسيا لن تتضرر كثيراً، وربما لن تتضرر نهائياً من قرار الدول السبع لأن قرارها إيقاف تصدير الطاقة إلى أوروبا سيرفع أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية، الأمر الذي سيعوّض روسيا عن خسائرها جراء وقف التصدير للغرب، خاصة إذا ما استطاعت تأمين أسواق بديلة عن السوق الأوروبية في آسيا، وهو ما بدا واضحاً منذ بداية الحرب الأمريكية على روسيا من خلال أوكرانيا.
بعض المراقبين يرون أن السحر سينقلب على الساحر في لعبة تحديد سقف سعر للنفط الروسي، حيث قال المحلل، ألكسندر بوتافين: ” في ربيع وصيف هذا العام، حل منتجو النفط الروس مشاكل بيع منتجاتهم ببساطة عن طريق إعادة توجيه ناقلات النفط إلى الأسواق الآسيوية.

في الوقت نفسه، يستمر إنتاج النفط في روسيا الآن في الارتفاع، فوفقاً لمعهد التمويل الدولي، بلغت صادرات النفط الروسية في آب أعلى مستوى في التاريخ. ويرى بوتافين أن مصيدة الأسعار تحمل مخاطر أن تمتنع روسيا لبعض الوقت عن تصدير النفط بالأسعار المنخفضة المفروضة، حتى على حساب مداخيلها.
وفي هذه الحالة، قد يحدث ارتفاع هائل في الأسعار في سوق النفط العالمية.
وفي السياق نفسه يقول الكاتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت رو”: “على الرغم من الانخفاض الحاد في مشتريات أوروبا والولايات المتحدة، تمكنت روسيا من رفع صادرات النفط بفضل دول آسيا والشرق الأوسط “.. والآن “يتعين على واشنطن الآن خفض التضخم عن طريق زيادة إمدادات النفط إلى سوق النفط العالمية، وهو أمر يُصعِّب جداً الاستغناء عن النفط الروسي”.
لا أحد يعلم ماذا ستفعل أمريكا وأوروبا بخصوص خفض التضخم الذي يعانون منه أساساً، والذي سيزداد بعد اتخاذهم لقرارهم الغريب، لأن وقف مصادر الطاقة الروسية إلى أوروبا سيزيد من كلف إنتاج العديد من السلع الصناعية، وبالتالي سيرفع أسعارها، وقد يخرجها من المنافسة، وسيوقف بعض الصناعات دون شك.
أخيراً، بما أن الصين والهند غير منضمّتين لمجموعة الدول السبع، وما لم تنضما فإن معظم إنتاج الطاقة الروسي يمكن بيعه بعيداً عن ذلك القرار الغربي العدواني.

آخر الأخبار
للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة