الثورة – غصون سليمان – مريم إبراهيم:
تتسم أعمال الدورات المتلاحقة لمجلس اتحاد نقابات العمال بالجدية والمسؤولية في وضع النقاط على الحروف فيما يخص الشأن الوطني والعمالي، والحرص الشديد على معالجة الأوضاع الاقتصادية والإنتاجية والحياتية مع الجهات المعنية صاحبة العلاقة من وزارات ومؤسسات. فقد بدأت اليوم أعمال الدورة السابعة للاتحاد العام لنقابات العمال والتي تستمر يومين، وتتضمن مناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالشأن الخدمي والمعيشي وواقع العمال في مختلف المجالات.
* المجالس المحلية أساس الإعمار..
وفي افتتاح أعمال المجلس أكد هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي على أهمية دور الطبقة العاملة وكفاحها وصمودها في جميع جبهات العمل وقطاعاته المختلفة، واصفاً العمال بالجيش الرديف للجيش العربي السوري فهما معاً يداً بيد، جيش يحرر وجيش يبني.
وأضاف أن الطبقة العاملة السورية تحظى بالدعم والاهتمام، والعمال هم في ضمير ووجدان السيد الرئيس بشار الأسد، وهذا بحد ذاته علامة فارقة تعزز قوة العمال في جميع المجالات.
وأشار الهلال لأهمية المداخلات التي قدمها أعضاء المجلس وهي في جزء كبير منها محقة وضرورية، ولكن يجب النظر لما سببته الحرب على سورية من خراب ودمار خلال عشر سنوات، كما أن أي زيادة في الموارد يجب أن تنعكس على ذوي الدخل المحدود.
كما بيَّن أيضا أهمية الاستحقاق المتعلق بانتخابات الإدارة المحلية ويسجل لاتحاد العمال نقطة مضيئة في زج كوادره للترشح لمناصب الإدارة المحلية، حيث تكمن أهمية هذا الاستحقاق في انتشار الأعداد المطلوبة في المجالس وفي البعد السياسي وما يخص إعادة الإعمار، فهناك ١٩.٨٦ مقعداً للإدارة المحلية للبلدية والمدينة والمحافظة وهذا تحد في الإنجاز، ورسالة مهمة جداً أن سورية اليوم أنهت إلى حد كبير المرحلة العسكرية، وهي اليوم في مرحلة الإعمار والبنية الأساسية في ذلك يتمثل بتشكيل المجالس المحلية وضرورة حسن اختيار ممثليها بالشكل الصحيح لتلبية طموحات ومطالب من اختاروها لهذه المهمة، والنقطة الأهم في الاستحقاقات أن سورية في عز الحرب بقيت متمسكة باستحقاقاتها الدستورية كاملة.
وأوضح الهلال أن المطلوب اليوم من العمال هو القوة كما كانوا دائماً بقدر المسؤولية والثقة، منوهاً أنه في الثامن عشر من أيلول الحالي يجب أن يكون الجميع قوة حقيقية ويؤدون رسالتهم ويقبلون على صناديق الانتخابات لاختيار ممثليهم لمجالس الإدارة المحلية.
وتمنى على المشاركين في الاجتماع من خلال مناقشة جدول أعمالهم طرح القضايا الضرورية التي يرون أن هناك إمكانية حقيقية لتنفيذها، والإشارة لمواقع الخلل والفساد وهذا دور مهم للعمال ويجب ممارسته بالشكل المطلوب فهم العين الحقيقية الموجودة في هذا الاتجاه.
* دعم اقتصاديات الأسرة..
رئيس المكتب الاقتصادي في القيادة المركزية للحزب عمار السباعي بيَّن أهمية ماقام به الاتحاد من الأنشطة والجهود لخدمة العمال لاسيما مايتعلق بموضوع دعم اقتصاديات الأسرة بالتنسيق مع هيئة تنمية المشروعات ودور هذا الموضوع المهم الذي يجب أن يستمر ويتوسع لأنه أساسي وحيوي في بناء اقتصاديات البلد، لافتاً لأهمية جميع المداخلات التي طرحت ومنها هجرة الشباب وهذا الأمر لايغيب عن بال القيادة، وهناك إجراءات تتخذ في هذا الشأن لمعالجة مختلف الثغرات، وفيما يخص موضوع ضريبة الدخل بيَّن أن مشروع قانون إعفاء الحد الأدنى من الضريبة أصبح جاهزاً، ونوَّه أن المسابقة المركزية التي جرت مؤخراً واجهت مشكلة في نقص المتقدمين للمواقع الفنية وتعالج المشكلة حالياً، كما أن سعر حوامل الطاقة لازال دون سعر الشراء.
* ١٥٠ مليون ليرة لأبناء العمال..
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري بيَّن أهمية اجتماع المجلس بماسيناقشه من محاور غنية ضمن برنامج وجدول أعماله المقرر لهذه الدورة، فهناك العديد من الأنشطة والفعاليات التي نفذها الاتحاد بما يهم ويخدم الطبقة العاملة وأبرزها الدورات التعليمية لأبناء العمال والتي كان لها مردود مهم، حيث حقق عشرون طالباً وطالبة علامات عالية في الشهادات العامة، كما تم استضافة المجلس المركزي لاتحاد نقابات العمال العرب والذي حقق نجاحاً نوعياً فيما يخص مصلحة العمال المشتركة، إلى جانب تنظيم ندوة لتصحيح سوق العمل في سورية، ويتم حالياً مناقشة نتائجها لتبني مايمكن منها للعمل والاستفادة.
أيضا قام الاتحاد بدعم اقتصاديات الأسرة العاملة عبر دورات نفذت في هذا المجال واستفادت منها سبعة آلاف عاملة، إضافة للعمل على تنظيم المعارض وتعديل صناديق المساعدة الاجتماعية للعمال وتجهيز مستوصف عدرا العمالية وتنسيب ٧٥٠ عاملاً وعاملة لصفوف المنظمة.
بالإضافة لدعم الأندية الرياضية في الاتحاد والمشاركة في ورشات العمال الوطنية بالتعاون مع المنظمات الدولية، ولفت القادري الى تخصيص الاتحاد مبلغ ١٥٠ مليون ليرة كمعونة نقدية لمساعدة أسر العمال المحتاجة لتقديم مستلزمات العام الدراسي، و تخصيص عدد من المساكن العمالية في عدة محافظات، وقد ساهم الاتحاد في إنجاح المرحلة الأولى في دفع كوادره للترشح لمناصب الإدارة المحلية وتم ترشيح ٥٧٠٠ عامل ونقابي.
* مناقشات عامة..
وفي المناقشات قدم أعضاء المجلس عدداً من المداخلات حول العديد من المحاور وأبرزها الوضع المعيشي والاقتصادي والوضع السياسي في إطاره العام، وركزت المداخلات على ضرورة تحسين واقع الأجور نظراً لصعوبة الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وزيادة التفاوت الطبقي.
وأشارت المداخلات إلى عدم تأدية المسابقة المركزية للغرض منها في ملء الشواغر وسد احتياجات قطاعات العمل، وعدم أداء مؤسسات التدخل الإيجابي لدورها المطلوب في حماية المستهلك، مؤكدين على وجوب معالجة مشكلات المواطنين، ووضع خطط تنهض بركائز الإنتاج الأساسية وتطويرها، واتخاذ إجراءات مناسبة لمكافحة الفساد، وفلتان الأسواق، ورفع سقف الرواتب، وملاحقة التهرب الضريبي، وتأمين عودة المهاجرين لديارهم، وأطلقت المداخلات أيضا أهمية تعيين خريجي معهد الطباعة والعمل لتأمين مستلزمات العمل الطباعي.
هذا وتضمن الاجتماع مناقشة تقرير المكتب التنفيذي للاتحاد العام المقدم للمجلس، وتقارير الاتحادات المهنية واتحادات عمال المحافظات المقدمة للمجلس، ونتائج الجولة التنظيمية والمالية على اتحادات عمال المحافظات، والواقع الاقتصادي و الإنتاجي والخدمي والعمالي والنقابي للطبقة العاملة، ومتابعة خطط تنسيب العمال في القطاع الخاص، إضافة لعرض تقارير الحسابات للنصف الأول للعام الحالي ولجنة الرقابة والتفتيش والمصادقة على صرفها الاتحاد وقرارات المكتب التنفيذي للاتحاد المتخذة بين دورتي المجلس السادسة والسابعة.