الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
هل تمكنت ثقافتنا من فهم راهنها، واستنطاقه للخروج بمقاربات إبداعية تغني الواقع الثقافي وتجذب الناس، لتعينهم على تشكيل وعي يتلاءم مع واقع كلما نبشنا فيه، كأننا نمسك بالريح، أو برماد ما إن نفلت قبضتنا، حتى يتناثر ضمن تشكيلات تبدو في زمن الترهلات كلوحة أتقن رسمها…!
هل نعتمد في مشهدنا الثقافي على تلك المواهب التي بإمكانها تقديم فهم مغاير…وإن فعلنا ما بال غالبية أنشطتنا خاصة في جوانبها الفكرية تدور في الدائرة ذاتها…؟
لماذا يغيب الإبداع…؟
لماذا تتدنى الذائقة، وتختفي الأيقونات …؟
ألا يعني ذلك أننا في حالة انسداد ثقافي…؟
التغني بالواقع وتمجيده دون تمظهرات حقيقية، ألا يعني الجمود، والترحيب بالتكرار…؟
حين تبقى الفجوة بين الثقافة والبنية المجتمعية بهذا الاتساع، وحين تبقى الأنشطة الثقافية ضمن مواسم محددة، وبأشكال ومضامين لا تنزاح عن الاعتيادي، أسيرة اللحظة المأزومة لا هي قادرة على الخلاص منها وجر المتلقي معها في رحلة إبداعية متجددة، ولا قادرة على الاشتغال في نبش الواقع وتعريته ثقافيا..
ألا نفقد فرصة انزياح يمكنه أن يلتقط لحظة تنبئ بوعي مغاير لما أودى بنا إلى هنا…!
ألا نفقد قدرتنا على زحزحة القيم السطحية التي تسيدت بفعل فاعل، بهدف منع إحلال قيم وقائية تتلاءم وتحولاتنا التي حتى الآن لم تثبت على الجوهري، ولازالت تحتفي بأدعياء الفكر، وتعيق رؤى انتقادية تحرك السكون، لتركز بجدية على أصوات لا يمكن أن يتلاشى صوتها مهما تصدع الزمن…!
العدد 1110 – 6- 9-2022