بين الواقع والطموح

الملحق الثقافي- حبيب الإبراهيم :

شكّلت الحرب الكونية التي استهدفت سورية الوطن والإنسان …سورية الحضارة والتاريخ ، أحد أهم التحدّيات التي أراد مشغّلو الحرب من خلالها نسف المنظومة الحضارية والفكرية والثقافية والقيمية ، والتي تمتد لآلاف السنين ، بما تتضمنه من ثقافة وتراث وإبداعات في مختلف المجالات ،وبالرغم من ضراوة الاستهداف واستخدام أحدث التقنيات للتزييف والتضليل وتشويه الحقائق إلا أن أغلبية من يعمل في مضمار الثقافة من مفكرين وكتاب وأدباء وإعلاميين استطاعوا -رغم محدودية الإمكانات – أن يواجهوا هذا السيل الضخم من التزييف والتسطيح متسلحين بثوابت وطنية وأخلاقية جعلتهم في المقدّمة ،إلى جانب الإنجازات الكبيرة لرجال القوات المسلحة على الأرض ودحر الإرهاب والفكر الوهابي التكفيري….
وبالرغم من هذا ؛فالمشهد الثقافي ليس كما يرام ؟او ما زالت بعض المنغّصات والشوائب تعتريه فيبدو المشهد ضبابياً إلى حدّ كبير..!؟
وبما أن المثقف ابن بيئته فإن ما يعانيه المجتمع من أزمات ومشكلات واختناقات ستنعكس بكلّ تأكيد على حياته وحاضره ومستقبله ونفسيته وما يقدّمه من إبداعات ،ولا يمكن لأي مثقف مهما كان بارعاً في أدواته ان ينسلخ عن بيئته وواقعه ،وبالتالي ما سيقدمه للمتلقي ، هو صورة مصغرة عن محتمعه بكل ما فيه صعوداً او هبوطاً ،وفي ظلّ ما يعانيه مجتمعنا من ازمات مركبة اقتصادية واجتماعية و…وفي ظل ثورة الاتصالات وتفجر المعرفة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي اختلط الحابل بالنابل ويصعب على اي متابع معرفة من هو المثقف الحقيقي ؟من هو الشاعر والاديب الذي يقرأ ويتابع ويتعب على نفسه؟
ومن المتسلّق والوصولي ومسيح الجوخ ومن الذي يعرف من أين تؤكل الكتف ؟!
فالبعض وهم كثر من عديمي الموهبة وانصاف الموهوبين اصبح من عتاة الشعراء ،بل من أبرزهم وأكثرهم حضوراً ، يعتلي المنابر وينشر في هذا الملتقى أو المنتدى بعيدا» عن أي مسؤولية أو رقابة ،ناهيك عن انتشار ظاهرة القص واللصق والسرقات الادبية الموصوفة …
ثقافتنا ليست كما نريد ،ليست كما نأمل ؟!ثقافتنا بحاجة إلى مراجعة وضبط ومنح من يستحق هذا اللقب أو ذاك ؟!
من يملك المال يستطيع ان ينتح الدراما ويصدر الكتب حتى وإن كان لا يملك من تلك المقومات ما يجب ان يكون ؟!
المشهد الثقافي رغم كثرة النشاطات والفعاليات والمهرجانات والإصدارات بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي ،دعم يرفع من مكانة الكاتب والمبدع من كافة النواحي ،تحصنه ماديا»،تبعد عنه شبح العوز ،تحميه من الركض خلف لقمة العيش ،فالكتابة بوضعها الراهن لا تطعم خبزا»؟!
لا بدّ من تشجيع الأديب أو المثقف على مواصلة مشواره الإبداعي وتحسين مستواه المعيشي وزيادة مكافآت النشر والاستكتاب والمحاضرات والأمسيات و….
إذ من غير المعقول والمنطقي أن تكون مكافأة اي مادة منشورة لا تتجاوز الألفي ليرة ،ومكافأة المحاضرة لا تكفي اجور النقل ؟!
هناك عزوف واضح من عدد غير قليل من الكتاب والأدباء على المشاركة في فعاليات ثقافية هنا وهناك لقناعتهم ان لا اثر كبير لما يقدمونه على المنابر وقلة الحضور ،وغالبا»لا يتجاوز عدد اصابع اليد ومن العاملين في المركز الثقافي ..؟!
قولا»واحداً لا ثقافة فاعلة ومعافاة بدون مثقف مستقر نفسياً ومادياً ،جلّ اهتمامه الكتابة والتأليف وتقديم منتج ثقافي يمتاز بالحضور والأثر النبيل ، وهذا بكل تأكيد طموح مشروع لكل من يمتهن الكلمة الجميلة الطيبة المعبرة والتي تترك أثراً لا يُمحى عند المتلقي تأخذه إلى مطارح خالدة عبر الزمن ….
العدد 1110 – 6- 9-2022

آخر الأخبار
عمليات إطفاء مشتركة واسعة لاحتواء حرائق ريف اللاذقية أهالي ضاحية يوسف العظمة يطالبون بحلّ عاجل لانقطاع المياه المستمر الشرع يبحث مع علييف في باكو آفاق التعاون الثنائي حافلات لنقل طلاب الثانوية في ضاحية 8 آذار إلى مراكز الامتحان عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل أردوغان يلوّح بمرحلة جديدة في العلاقة مع دمشق.. نهاية الإرهاب تفتح أبواب الاستقرار عبر مطار حلب.. طائرات ومروحيات ومعدات ثقيلة من قطر لإخماد حرائق اللاذقية عامر ديب لـ"الثورة": تعديلات قانون الاستثمار محطة مفصلية في مسار الاقتصاد   130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية إغلاق مؤقت لمعبر كسب الحدودي بسبب الحرائق في ريف اللاذقية محافظ حلب يتابع انطلاق امتحانات الثانوية