الثورة – ورود سلوم:
لا شك بأن الخيل العربي الأصيل شديد الاختلاف عن نظرائه من خيول العالم، أشد قوة وصلابة وأبهى طلة وأكثر جاذبية وجمالاً في المنافسات وحين النزول إلى أرض الميدان.
روايات وقصص كثيرة تناقلتها الأجيال حول أصالة وجمال الخيل العربي لتصنع مجداً لا يمكن أن يتجاوزه التاريخ.. لذلك يفتخر مربو الخيول العربية الأصيلة في سورية باهتمامهم واقتنائهم سلالات عربية توارثوها أباً عن جد لعقود طويلة من الزمن حتى ارتبط اسم الكثير من العائلات مع أسماء مرابط الخيول العربية الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
الرئيس الفخري للجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة السيد باسل جدعان قال للثورة إن الجواد العربي نشأ في البوادي العربية ولا سيما السورية ومنها انطلق إلى العالم بصفاته الفريدة وجاءت كتب الأنساب السورية لتوثق تاريخ هذه السلالات عبر الجهات المعنية بتسجيل المواليد والتأكد من مطابقتها للأنساب وتحديداً عبر مكتب الخيول العربية بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ليأتي دور الجمعية في تشجيع الاستمرار في التربية للحفاظ على هذه الثروة من خلال تنظيم النشاطات والسباقات والبطولات في كل عام عبر أجندة سنوية.
وأضاف جدعان: مؤخراً نظمت الجمعية بالتعاون مع مكتب الخيول ونادي الباسل للفروسية بطولة العرض الوطني التاسع للخيول العربية وقد حظي بمشاركة متميزة من المربين سواء بالخيول السورية الصافية أو العربية المسجلة من مصادر مختلفة كما أشرف عليها نخبة من الحكام الدوليين من دول عدة. مشيراً إلى أهمية بطولات الجمال في تسليط الضوء على قوة الخيول العربية وأصالتها وصفاتها الفردية من جهة وفرصة للمربين لمعرفة مدى تطور إنتاجهم من الخيول ومقارنته مع إنتاج غيرهم من المربين.
وفي سؤالنا له حول مهارة العارض ودوره في إبراز جمال الخيل في البطولات؟
قال إن «الأصل في الخيل، فإذا كان الخيل فارضاً حضوره ويتمتع بمعايير الجمال، فلا شك بأن ذلك سيساعد العارض على إحراز مركز متقدم في البطولة فكلما ارتفع مستوى الخيل، ارتقى أداء العارض معه، لكن العكس غير صحيح».
وأجاب الجدعان على فرضيتنا في حال كان الجمال مسألة نسبية منذ الأزل فهل يمكن للذوق الخاص بالمحكم أن يتدخل في عملية التقييم؟ بأن بطولات الجمال تحكم وفق قوانين ومعايير معتمدة وبشفافية كاملة فالحكام يقيمون الخيول لأول مرة دون معرفة مسبقة بها أو بمربيها لكن يبقى لكل محكم نظرة تختلف عن غيره، وقد تغلبه العاطفة أحياناً دوراً وتؤثر على تقييمه إذا أحب خيلاً أو جذب انتباهه شيءٌ ما فيه.
وفي ختام الحوار مع السيد باسل الجدعان تساءلنا حول مشاركة ملاك الخيول في مثل هذه البطولات والمنافسات هل هي بدافع التباهي أم الربح المادي؟
أوضح أن هناك من يشارك في البطولات من باب الهواية، فيما يوجد ملاّك يتعاملون مع تربية الخيل كاستثمار مبني على الهواية والشغف لكن تربية الخيل والمشاركة في البطولة بحد ذاتها لا تخلو من التكاليف ونحن نرصد المكافآت في هذه البطولة للمساعدة وتشجيع المربين كما يشير إلى توجه العديد من مربي وملاك الخيول للمشاركة في البطولة نظراً للسمعة الطيبة التي يكسبها الخيل عند فوزه فيها.
وختم جدعان حديثه بالقول: سورية سجلت نجاحات ملفتة على كافة الأصعدة في مجال الخيول العربية تربية وجمالاً ونطمح بمواصلة تنظيم بطولات الجمال وتوسيع دائرة المشاركة بها أكثر.
وانتسبت سورية إلى المنظمة العالمية للجواد العربي /الواهو / في عام 1989 وأصدرت كتاب الأنساب الأول للخيول العربية الأصيلة في عام 1990 واستمرت بعدها الإصدارات بانتظام.