الثورة- ترجمة ختام أحمد :
الغضب الصيني والتصعيد الأخير ضد الزيارة غير المصرح بها لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، لم يكن ليحصل لولا القدرة العسكرية المتنامية لبكين من خلال ترسانة صاروخية فريدة، وقوة جوية وبحرية وبرية، قادرة ومتنامية، أوجدت الصين الوسائل التي يمكن من خلالها عكس عقود من الظلم والتعدي والتطويق من قبل الغرب ضد الشعب الصيني وأراضيه.
حتى المحللين والخبراء العسكريين الغربيين يعترفون بأن القدرات العسكرية للصين قد نمت إلى مستويات عالمية، ستكون هذه القدرات أساسية لتحقيق السيادة الصينية والدفاع عنها الآن وفي المستقبل، من خلال الردع إن أمكن، أو من خلال القوة إذا لزم الأمر، ولمنع الولايات المتحدة وحلفائها من بناء قوات عسكرية على طول محيطها وبالتالي تهديد سلامة أراضي الصين.
تعتبر القوات الصاروخية الصينية الحديثة من أقوى ترسانات الصواريخ الأرضية التقليدية في العالم وفقًا للمحللين الغربيين، ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية (DoD) ، كانت قوات الصواريخ الصينية في عام 2000 “بشكل عام ذات مدى قصير ودقة متواضعة.
في السنوات التي تلت ذلك، طورت الصين ترسانة “الأكبر والأكثر تنوعا في العالم من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تُطلق من الأرض، إضافة إلى ذلك اشترت الصين أنظمة S-400 الروسية، كما تنتج مجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها استنادًا إلى S-300 الروسي ونظام Tor الروسي، فضلا عن أنظمة تتضمن جوانب معينة من نظام صواريخ باتريوت الأمريكي، و اشترت الصين عددًا من الطائرات الحربية الروسية المتقدمة بما في ذلك SU-27 و SU-30 ومؤخرًا SU-35 وفقًا لـ Diplomat في مقالها لعام 2019.
يعتقد الخبراء والمحللين أن الولايات المتحدة الأمريكية تتفوق على الصين فقط من خلال أسطول الغواصات الذي تمتلكه أمريكا، بينما تمتلك الصين عددًا كبيرًا من الغواصات ذات القدرات المحسنة، و يمكن للغواصات الأمريكية تهديد الأهداف البرية الصينية بصواريخ كروز التي تطلقها الغواصات، ويمكنها تعطيل سفن الشحن وحركة التجارة الصينية، ستكون الغواصات الأمريكية واحدة من المنصات القليلة القادرة على اختراق قدرات منع الوصول وحظر المناطق الصينية.
نظرًا لندرة حرب الغواصات الحديثة، فمن الصعب الاستفادة من الأمثلة الحديثة للتنبؤ بالنتائج المحتملة فيما يتعلق بحرب الغواصات بين الولايات المتحدة والصين، وهي عامل حاسم لن يكشفه بالكامل إلا الوقت.
هناك عوامل حاسمة يمكن أن تلعب دورًا خلال الصراعات المحتملة تواجهها الصين هي قدرات قواتها البرية، تم تطوير الدبابات والمدرعات الصينية من خلال الدروس المستفادة من المنصات الروسية ومن المسلم به أنها على قدم المساواة مع نظيراتها الغربية من حيث التحكم في النيران والدروع والتدابير المضادة ضد الصواريخ المضادة للدبابات. تتبع المدفعية الصينية أيضًا النموذج الروسي، وهو نموذج يثبت أنه قاتل وفعال في أوكرانيا.
كل هذه القدرات العسكرية يقف خلفها ويدعمها القاعدة الصناعية الضخمة للصين وهذا الوضع حرج بشكل خاص للدول الغربية في أوكرانيا، لأن وراء العملية العسكرية الروسية تقف عاصمة التصنيع في العالم – الصين.
مع بدء الولايات المتحدة في إنفاق المزيد والمزيد من مخزوناتها للحفاظ على أوكرانيا في الحرب، لم تقدم الصين بعد أي مساعدة عسكرية ذات مغزى لروسيا. يجب على الغرب أن يفترض أن الصين لن تسمح لروسيا بالهزيمة، خاصة بسبب نقص الذخيرة.
إذا كان صحيحًا أن الغرب متخلفًا عن روسيا فيما يتعلق بإنتاجها الصناعي العسكري، فإن الصين تتفوق عليهم بعشرات المرات، ومهما كانت الخطوات التي يتخذها الغرب لتحسين قدرته الصناعية العسكرية، فإن كل من روسيا والصين سيبقون في المقدمة بفارق كبير عنها.
حتى إذا كانت القدرات الأمريكية تتطابق مع قدرات الصين، فإن حقيقة أنها تثير صراعًا في منتصف الطريق حول العالم، خاصة فيما يتعلق بتايوان، تضعها في وضع غير مناسب من الناحية اللوجستية. إنها معركة تحمل الولايات المتحدة فيها عيوبًا متعددة، وهي معركة لا ينبغي للولايات المتحدة أن تختارها في المقام الأول وخاصة مع اعتراف الجيش الأمريكي نفسه بأن القدرات العسكرية الصينية تصل إلى حد ما إلى التكافؤ مع القدرات العسكرية الأمريكية وفي مجالات أخرى تتجاوزها، تضاءلت بشكل كبير فكرة استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية مع الإفلات من العقاب في الأراضي الصينية أو حولها، فالقرار الأكثر منطقية الذي يمكن أن تتخذه واشنطن هو تبني عقلية متعددة الأقطاب تسمح لها بالتعايش السلمي إلى جانب الصين والدول الأخرى بدلاً من محاولاتها الحالية المستمرة لتأكيد نفسها فوق جميع الدول الأخرى.
