الثورة – نوار حيدر:
ضمن إصدارات اتحاد الكتاب العرب صدر العدد الجديد من جريدة الأسبوع الأدبي العدد(١٧٨٦)، حمل العدد جملة من المحاور التي تنوعت بين قراءات ومقالات ثقافية وأدبية ثرة، إضافة إلى بعض القصص و القصائد الشعرية، كما ألقى الضوء على عدد من نشاطات اتحاد الكتاب العرب.
جاءت افتتاحية العدد بقلم د. محمد الحوراني تحت عنوان “الحسكة أرض الأصالة والكفاح”، تحدث من خلالها عن مدينة الحسكة، هذه المنطقة كانت على الدوام خزان الخير والعطاء لبلدنا الحبيب سورية، كما كانت مدرسة في الحب والشعر، مدرسة في الانتماء إلى الأرض والشمس والسنابل والحياة، دفاعاً عن أصالة سورية واستقلالها، وما التصدي للأمريكي والتركي وأعوانهما إلا دليل على أصالة هذا الشعب ووطنيته، ورفضه لكل من يحاول الاعتداء عليه وسرقة خيراته واحتلال أراضيه.
تحت عنوان “هل يذبل أدب العصافير؟” كتب محمد قرانيا.. في هذا الزمن المتفجر بالعلوم والتقنية الحديثة، يواجه أدب الأطفال عدداً من التحديات المباشرة والمتطورة أهمها عدم اهتمام أهل المؤسسة الثقافية الذي لا يزال – قسم كبير منهم – ينظر إلى أدب الطفل على أنه مجرد أدب من الدرجة الثانية ووسيلة لتزجية أوقات الفراغ لدى كتابه.
إضافة إلى تقليدية كتاب الأطفال أنفسهم، واغتيال الكتاب الذي لم يعد يحتل مكانته في واجهات المكتبات، كما تراخت الأسرة في أمر الكتاب، فحتى عهد قريب، كانت معظم البيوت تضم مكتبة للأسرة، واليوم بتنا نلتمس عدم اهتمام الأسرة بهذه المكتبة الصغيرة خاصة بعد أن ظهر طغيان التكنولوجيا الالكترونية التي تجاوزت – بتقنياتها العالية – الكتاب الورقي التقليدي، فظهرت أشكال جديدة في الأدب الطفلي بمعناه الواسع، إذ لم يعد هذا الأدب محصوراً في النشيد والأغنية والقصيدة الغنائية، أو الحكاية والقصة…. بل ظهرت فنون جديدة يمكن أن تضاف إلى عالم أدب الأطفال وثقافتهم، تستغرق الطفل استغراقاً آسراً، فثورة الصوت والصورة سرقت الأطفال من آبائهم.. بعد أن برعوا في استعمال الكومبيوتر و الهاتف المحمول..
وتحت عنوان ” البراغماتية مفهوم وممارسة ” كتب د. سليم بركات.. يعود مفهوم البراغماتية (المذهب العملي، أو فلسفة الذرائع) إلى فلسفة هيراقليطس في عصر ما قبل سقراط وفكرته المتضمنة(أن لا شيء ثابت والحقائق تتغير، والحقائق المطلقة ليست موجودة على أرض الواقع، وكل شيء في صيرورة).
نشأ هذا المفهوم وتطور في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، بأفكار (شارل ساندوس بيرس، ووليم جيمس، وجوي ديوي) وغالباً ما توصف السياسة التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا بأنها سياسة براغماتية هدفها المنفعة، والتحول بالقيم من مجال العمل الأخلاقي إلى مجال العمل العقلي، تحت عنوان لمقولة كتبها بيرس ومضمونها ( كيف نوضح أفكارنا؟) في عالم الحقيقة، والمعرفة فيه هي نتاج لأفعالنا ولنشاطنا القائم على التوجه الناجح من خلال التجربة والخبرة. مع الوقت وتدريجياً تم تجريد البراغماتية من كونها مذهباً فلسفياً، إلى كونها مذهباً سياسياً ، نفعياً، انتهازياً، تحكمه المصالح الإمبريالية الأنانية وفي طبيعته الولايات المتحدة الأمريكية.
ونحن لا نبالغ إذا قلنا إن غاية البراغماتية اليوم هي أن تصبح الحقيقة وسيلة في ذاتها، ما أدى إلى تضييق الفكر البشري وحصرها في تقديم الأهواء والشهوات على القيم والأخلاق الإنسانية.
السابق