الحياة التي نحياها جميلة بكل المقاييس، وبكل تفاصيلها، ونحرص دائماً أن نقدم أنفسنا للآخرين بأجمل صورة وأفضل هيئة، ونتجمل بأحلى الملابس وأنظفها، ونتعطر بأزكى العطور.
كل هذا يندرج تحت اسم الأناقة، وأيضاً نطلق عليها الهندام الذي هو من أولويات الشخصية المطلوبة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبصراحة، هل ينطبق على ما ذكرناه آنفاً هذا الاسم (الأناقة) أم أن هناك أشياء تكمل الأناقة وتجعل الإنسان أبهج وأجمل ونراه كالقمر المضيء.
في الواقع الإجابة لا، لأن أناقة الإنسان ليس بلباسه ونظافته بل بمنطقه وروحه وكلماته المنتقاة، فكم من شخص نراه بكامل أناقته ولكن عندما يتكلم معنا نرى منه العجائب، فهو يتفوه بألفاظ نابية تجعل شخصيته غير مقبولة من الآخرين، فنراهم ينفرون منه رغم أناقة لباسه وهندامه وترتيبه.
فبعض الناس تنظر إليهم وهندامهم متكامل وعندما تسمع كلماتهم ترى العجب في فيهم، وهناك أشخاص ترى تصرفاتهم حمقاء رغم ترتيب هندامهم، وبعيدون كل البعد عن الحكمة، الأناقة الحقيقية التي نتحدث عنها غير موجودة عندهم.
وهناك أمور تدخل في نطاق الأناقة المثلى كالمشاعر الطيبة تجاه الآخرين والتي تكون بسجية وعفوية مع الشعور بالآخرين في آمالهم وآلامهم فهذه بقناعتنا قمة الأناقة التي تجعل الإنسان محبوباً، وتطلب صحبته ومعاملته، فهو كحامل المسك فإما أن تشتري منه أو تشتم منه الرائحة الزكية التي يضوع عطرها ويفوح.
فأناقة الشخص تتجلى بأخلاقه الحسنة كالحلم والتواضع والكرم وإغاثة الملهوف، وهو الذي يعطيك طاقة إيجابية تجعلك تحب هذه الشخصية الفذة المتأنقة شكلاً ومضموناً، وهنا تتجلى جمالية الإنسان، وعندما ندقق في كمال أناقة المرء نجد بأن كرامته وعزة نفسه هي خط أحمر عنده لا يسمح بتجاوزها أبداً،؟ فالإنسان مجموعة قيم ومثل عليا إذا وجدت في حياته فحقاً هو الأنيق شكلاً ومضموناً، فهو نور وضياء، وعودة على ذي بدء فالأناقة كل لا يتجزأ وهنا تبدو جلياً جمالية الإنسان ووجوده.
جمال الشيخ بكري