الثورة – رنا بدري سلوم:
قضيّة جاري “المقتول” لم تنتشر على “السوشيال ميديا” كما غيرها رغم فظاعة وبشاعة الجريمة التي حصلت مؤخراً في قريتي أشرفية صحنايا منتصف ليل صيفيّ.
لا يزال الأصدقاء ينعون جاري شاعر الزجل “نزيه غانم” على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، ينعونه بأبيات شعريّة وزجليّة تحكي خصاله الحميدة حتى أسموه “شهيد النخوة”.
وإذ ندين اليوم تلك الجريمة ونطالب بمحاسبة من يتاجر بالأسلحة التي تصبح بحوزة بعض الطائشين، فإن أصدقاء الشاعر وأهله ومحبيه يريدون من القضاء القصاص من القاتل الشاب الطائش الذي اعتاد حمل السلاح بكل بساطة ولا يزال فاراً من وجه العدالة!.
شاب طائش أراد حلّ خلافاته مع شاب آخر أمام منزل شاعر الزجل المغدور، وليتكم تعرفون كيف هدد صديقه؟، بقنبلة.. نعم بقنبلة!، رماها بكل برود أعصاب الساعة الواحدة ليلاً أمام منزل الشاعر فالتقطها الأخير، والذي حاول وأد الخلاف الذي نشب أمام بيته، بغية رميها بعيداً كي لا يتأذى أحد منها، فانفجرت في يده وراح ضحية نخوته وطيش ذاك الشاب لتحمله زوجته بين ذراعيها ويلفظ أنفاسه الأخيرة.. فهل بالقنابل تحل المشاكل؟
هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، لكننا نتمنى أن تكون الأخيرة، وبالعودة إلى جاري، فإني أتحفظ على كلمة “مغدور” جاري ليس “مغدوراً ” بقدر ما هو شجاع واجه القبح والدناءة بالغيرة والنخوة لدرء القتل المتعمّد الذي هدد الحي والأهل والجيران فهنيئاً له بهذه الشهادة، وننتظر المساءلة والمحاسبة لتكون هذه الجريمة التي أدمت قلوبنا ولم تصدّقها عقولنا عبرة لأمثال هذا الشاب الطائش.