الملحق الثقافي-سلوى الحلو:
أتراها تُحبني مَيسونُ
أم توهَّمتُ والنساءُ ظنونُ
كم رسول أرسلته لأبيها
ذبحته تحت النقاب العيونُ
يا ابنة العم والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أُبينُ
كم قُتلنا في عشقنا وبعثنا
بعد موت وما علينا يمينُ
ما وقوفي في الديار وقلبي
كجبيني قد طرزته الغصونُ
لا ظباء الحمى رَدَدْنَ سلامي
والخلاخيلُ ما لهنَّ رنين
هل مرايا دمشق تعرفُ وجهي
من جديد أم غيرتني السنينُ ؟
يا زماناً في الصالحية سمْحاً
أين منّي الغوى وأينَ الفتونُ ؟
يا سريري ويا شراشف أمّي
يا عصافيرُ .. يا شذا.. يا غصونُ
يا زواريب حارتي خبئيني
بين جفنيك فالزمان ضنينُ
واعذريني إذا بدوتُ حزيناً
إن وجه المحبّ وجهٌ حزينُ
هاهي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعةٌ .. وحورٌ عينُ
النوافير في البيوت كلامٌ
والعناقيد سكر مطحونُ
والسماءُ الزرقاءُ دفتر شعر
والحروف التي عليه.. سنونو ..
هل دمشق كما يقولونَ كانَتْ
حين في الليل فكر الياسمين ؟
آه يا شام كيف أشرح ما بي
وأنا فيك دائماً مسكون
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق
فأحلى ما في الهوى التضمين
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب
يعاني السجانُ والمسجونُ
يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها
هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ ؟
أم أنا الفلُّ قي أباريق أمّي
أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتون
أم أنا القطة الأثيرةُ في الدار
تلبي إذا دعاها الحنينُ ؟
يا دمشق التي تفشّى شذاها
تحت جلدي.. كأنه الزيزفونُ
سامحيني إذا اضطربت فإني
لا مقفّىً حبي ولا موزونُ
وازرعيني تحت الضفائر مشطاً
فأُريك الغرام كيفَ يكونُ
قادمٌ من مدائن الريح وحدي
فاحتَضنّي كالطفل يا قاسيونُ
احتَضنّي .. ولا تناقش جنوني
ذروة العقل يا حبيبي الجنونُ
احتَضنّي .. خمسين ألفاً وألفاً
فمع الضم لا يجوزُ السكونُ
أهي مجنونةٌ بشوقي إليها
هذه الشامُ أم أنا المجنونُ
حاملُ حبها ثلاثين قرناً
فوق ظهري وما هناكَ معينُ
كلمّا جئتُها أردّ دُيُوني
للجميلات حاصَرَتني الديونُ
إن تخلَّت كلُّ المقادير عني
فبعَيْن حبيبتي .. أستعينُ
يا إلهي جعلتَ عشقيَ بَحراً
أحرامٌ على البحار السكونُ
يا إلهي هل الكتابة جرحٌ
ليس يُشفى أم ماردٌ ملعونُ
كم أعاني في الشعر موتاً جميلاً
وتُعاني من الرياح السفينُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن الوقت للهوى تشرينُ
ولنا موعدٌ على (جبل الشيخ)
كم الثلج دافئٌ .. وحنونُ
لم أعانقك من زمان طويل
لم أحدّثك.. والحديثُ شجونُ
لم أغازلك والتغزلُ بعضي
للهوى دينُهُ.. وللسيف دينُ
سنواتٌ سبعٌ من الحزن مرت
ماتَ فيها الصفصافُ والزيتونُ
سنواتٌ فيها استقلتُ من الحب
وجفت على شفاهي اللحونُ
سنواتٌ سبعُ بها اغتالَنا اليأسُ
وعلْمُ الكلام.. واليانسونُ
فانقسمنا قبائلاً .. وشعوباً
واستبيحَ الحمى وضاع العرين
العدد 1114 – 4- 10-2022