الملحق الثقافي- عمار النعمة:
حلب قصدنا وانت السبيل , منذ أن كانت حلب كانت الثقافة والحضارة والعطاء , وهي واسطة العقد بين الشرق والغرب في حضرة سيف الدولة كان ابو فراس والمتنبي , والاصفهاني وغيرهم , هام بها الشعراء والمبدعون , وصدرت كتب عربية وغربية توثق ذلك , الجديد موسوعة (حلب الشهباء في عيون الشعراء)
في أربعة مجلدات ،وقد صدرت عن دار « بريل « للنشر ، ليدن، هولندا.
كتب مقدمة الموسوعة الاستاذ الكبير محمد قجة ومما قاله عنها
قبل عقدين ونيّف من الزمن، عندما نشرتُ بحثًا بعنوان (حلب في التراث الشعري العربي) في الكتاب السنويّ المحكّم «عاديّات حلب» -الذي تصدره جمعية العاديّات في حلب بالتعاون مع جامعة حلب- كتبتُ في مقدمة البحث يومَها:
(لسنا هنا في مجال استقصاء كلِّ ما قيل في حلب من قصائد أو أبيات، بل سنعرض لبعض الموضوعات التي تناولَ الشعراءُ من خلالها مدينةَ حلب، معتمدين على أبرز النصوص التي يحتاجها كل موضوع، لأن استقصاءَ ما قيلَ في حلب يحتاج إلى كتاب، بل أكثر من كتابٍ واحد).
لم أكن أعلم حينها أن ذلك الكتاب سيحتاج إلى ما يقارب ربعَ قرنٍ آخر قبل صدوره على يد نجلي الأكبر «د. حسن قجّـة»، الذي قرّر التصدّي لهذه المهمة بعد مرور سنواتٍ عدّة على نشري للبحث المذكور دون تمكّني من تخصيص أي وقتٍ للشروع في تأليف الكتاب، نظرًا لانغماسي العميق في العمل العام الذي يخدم مدينة حلب من زوايا أخرى، ربما كانت أكثر استعجالًا من أمر التأليف البحثيّ. فكان اهتمامي أولًا برئاسة مجلس إدارة جمعية العاديات التراثية (منذ عام 1994)، حتى غدتْ مؤسسةً كبيرةً تضمّ 16 فرعًا في المدن السورية ومركزها الأم في حلب، وقد قدّمنا عبر تلك السنوات أنشطةً عديدة ومتنوعة تخدم مدينة حلب وتراثها وآثارها وثقافتها وحياتها الاجتماعية والفنية.
وعندما اختيرتْ مدينة حلب لتكون عاصمةً للثقافة الإسلامية عام 2006، كان لي شرف القيام بمهمة الأمين العام لتلك الاحتفالية، وقد دامت احتفالاتنا 14 شهرًا، نفّذنا خلالها مئات الأنشطة من ندوات ومحاضرات وحفلات ومهرجانات وزيارات أثرية، وطبعنا 173 كتابًا، توّجناها بطباعة (الكتاب الذهبيّ) الذي وثّق الاحتفالية ونشاطاتها.
في تلك الآونة، انبرى «حسن» للعمل المكثّف على تأليف الكتاب، مستقصيًا قدْرًا واسعًا من الشعر العربي أولًا، فالعالمي ثانيًا، وبدأ النِتاجُ بالتضخّم المضطرد المتصاعد بين يديه، إذ كان يُضيف إليه كلَّ شهرٍ عشرات النصوص الجديدة، فضلًا عن كتابته مقدمّاتٍ مطوّلةً للفصول.
وإذا استعرضنا حجم العمل بلغةِ الأرقام، سنجد أن:
بحث 1998: كان في 40 صفحة، ضمّت 120 نصًا شعريًا كتبَها 70 شاعرًا.
وهذا الكتاب: في 844 صفحة، تضمّ 937 نصًا شعريًا كتبَها 500 شاعر.
وكان لهذا الحجم الكبير أثرٌ إيجابيّ بالطبع على قيمة العمل ومضمونه، وأثرٌ مُربِكٌ بالمقابل على الوقت الطويل الذي استغرقه لكي يكتمل، وقد طالَ انتظارُ القرّاء الذين يترقّبون الكتاب منذ زمن، فقد أبَى إلا أن يتجاوز مدة عقدين من الزمن قبل صدوره، لكنه أبَى أيضًا إلا أنْ يَصْدر بهذه الضخامة والموسوعيّة!
العدد 1114 – 4- 10-2022