ثورة أون لاين:
يضع الكاتب الدكتور جورج جبور لمساته الأخيرة على مؤلفه الجديد "بدء التنزيل هو يوم اللغة العربية الأكبر"، في محاولة وفاء للغة العربية كما وصف ذلك في مقدمة الكتاب الذي لم ير النور بعد.
فكرة الكتاب تكاد تكون جلية من عنوانه، وبعد الاستهلال يأتي د. جبور إلى جوهر الفكرة فيقلبه مبدياً إيجابياته ومتصديا لما قد يُرى من سلبياته، ثم يبين مسار الفكرة في أعوام ستة (2006 – 2012) ، يعرض بعدها خريطة المؤيدين والمعارضين ويخلص إلى إمكان تبني أيام رديفة ليوم اللغة العربية الأكبر.
لا يغرق جبور في التفاصيل، كونه أستاذاً في العلوم السياسية لم تدركه حرفة الأستذة في اللغة العربية، فتظل زيارته للغته الحبيبة طرية منعشة مثمرة كما زيارة العاشق للمعشوق.
جوهر الفكرة التي يدور حولها الكتاب هو حث القارئ مهما كانت خلفيته الدينية والثقافية على الإجابة عن السؤال بحيادية: ما أهم يوم في عمر لغتنا عبر نيف وألفي عام؟ يقول د.جبور: "إنه دون تردد يوم كانت أو نزلت من السماء: اقرأ. هكذا الأمر عندي، ما أخال أحداً يخالفني فيه."
يرى د. جورج أن القرآن الكريم أول كتاب جُمع في العربية، فهو كتابها الأول بالمعنيين: معنى التقدم الزمني ومعني التقدم القيمي ومعه النفوذ العملي، وهو مثال يحتذى في الفصاحة العربية، هو قسطاطها، ولا ينكر أحد أثره الحاسم في الحفاظ عليها فصحى سليمة رغم ما تعرضت له من محاولات رأت انها تجاري الحداثة، وحين يتبارى كهنة مستقبل اللغات في تحديد أية لغة من لغات العالم الكبرى سوف يكون لها البقاء في مدى مئات او آلاف السنين، فإن أحداً منهم لا يجرؤ على التكهن باندثار العربية والفضل في ذلك يعود للإيمان الراسخ لدى المسلمين بخلود القرآن وأبدية حفظه، فإذا كانت تلك الحال بين القرآن و اللغة العربية فهل يمكن لأي كان – بغض النظر عن اعتقاده- أن ينكر أن يوم اللغة العربية الاول والأكبر إنما هو يوم بدء التنزيل الشريف؟
يتضمن الكتاب مجموعة من الأبواب منها اللغة العربية والنزعات الانفصالية، العربية وحرب اللغات، اللغة العربية أساس وحدة أمتنا وغيرها من العناوين الهامة فيما يتجاوز المئة وخمسين صفحة.
يتوقع أن يرى الكتاب النور في الفترة القريبة القادمة، ليضيف بصمة جديدة للدكتور جورج جبور ومزيداً من الإسهامات الفكرية الهامة كما عود قرّاءه.
هاني نقشبندي