عبر موانئ آزوف والبحر الأسود .. روسيا : قادرون على إعادة توجيه حوالي 25 مليون طن من الفحم من أوروبا إلى الشرق
الثورة – نورا حربا :
رحلة البحث الأوروبية عن موردين جدد للفحم الذي اتخذته كبديل للغاز الروسي شاقة جدا حيث تنشط دبلوماسية الدول في القارة العجوز لتثبيت عقود توريد الفحم مع اقتراب فصل الشتاء ونقص وارد الغاز الروسي نتيجة العقوبات التي فرضتها بروكسل ومن خلفها واشنطن على موسكو.
ونتيجة لواقع الحالي في أوروبا أكدت موسكو أن الدول التي تخلت عن الفحم الروسي وتبحث عن موردين جدد ستعمل من غير قصد عن إخلال بالتوازن في السوق وزيادة في التكاليف المالية وفوضى في السوق.
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لفت في هذا الصدد إلى أن روسيا يمكنها إعادة توجيه حوالي 25 مليون طن من الفحم من الأسواق الأوروبية إلى الشرق، بما في ذلك عبر موانئ حوض آزوف والبحر الأسود.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، في مقال في مجلة “إنرجي بوليسي”: “يضطر المستهلكون سواء في الاتحاد الأوروبي أو في بلدان أخرى للبحث بشكل عاجل عن موردين جدد للفحم، مما يخل بالتوازن الحالي ويكسر سلاسل التوريد المستدامة، الأمر الذي يؤدي إلى تكاليف مالية إضافية للنقل (لوجستيك) وزيادة الطلب وفوضى السوق وارتفاع الأسعار”.
ووفقا لبيانات الجمارك الروسية التي استشهد نوفاك بها، صدرت روسيا في العام 2021 قرابة 46.8 مليون طن من الفحم الحراري و3.6 مليون طن من فحم الكوك إلى أوروبا وهو ما يمثل حوالي 35% من إجمالي الواردات الأوروبية.
وأشار نوفاك إلى أن حصة الفحم الروسي في الواردات الأوروبية نمت بشكل كبير على مدى السنوات العشر الماضية، أي أن دول الاتحاد الأوروبي التي أعلنت تقليص اعتمادها على موارد الطاقة الروسية في الواقع زادت وارداته.
وقال المسؤول الروسي إن صناعة الفحم الروسية، على الرغم من عقوبات الدول غير الصديقة، تظهر درجة عالية من الاستقرار.
وكدليل على ذلك أوضح نوفاك قائلا إن صادرات الفحم من روسيا في الفترة من كانون الثاني إلى تموز 2022 انخفضت بنسبة 8.6%، بينما نما الطلب في السوق المحلية بنسبة 6.8%.
وعن إنتاج الفحم في روسيا، لفت إلى أن إنتاج الفحم في روسيا للأشهر السبعة الأولى من هذا العام تراجع بنسبة 0.9%.
ومنذ آب الماضي، دخل حيز التنفيذ حظر كامل على توريد الفحم الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، كذلك من العاشر من الشهر الجاري دخل حيز التنفيذ حظر أوروبي على تقديم خدمات التأمين والخدمات المالية الأخرى لتوريد الفحم الروسي ليس فقط لدول الاتحاد الأوروبي، ولكن في جميع أنحاء العالم.