لميس عودة
هم نسور سمائنا البواسل وحماة ديارنا الميامين، من خيوط الشمس نسجوا رايات إباء سورية.. سطروا ملاحم البطولة مرات ومرات.. جهوزيتهم عالية وقلوبهم وثابة لصناعة الانتصارات وتحرير الأرض وبث الفرح في صدور السوريين، وتلقين المعتدين والإرهابيين دروساً موجعة، إن لسمائنا حراساً كما لأرضنا حماة أشاوس..
لم تفارق أيديهم يوما زناد الجهوزية التامة ولم تلن عزائمهم، ولم تفتر همتهم، ولم تنحن جباهم السامقة لمحن رغم المهام الجسام التي يضطلعون بها والمعارك العديدة والجبهات المفتوحة على اتساع رقعة الوطن بالتصدي لأي عدوان جوي غاشم يستهدف أرضنا.
فمن خيوط تضحيات وبطولات قوانا الجوية وجيشنا الباسل تغزل سورية بيارق عزتها وتتلو في كل ميادين المعارك وساحات الوغى بيانات انتصاراتها.
فأسلحتهم لم تخطئ يوماً أهدافها ولم تضل بوصلتهم مؤشراتها وإحداثياتها، وأينما توجه نبل أهدافهم وسمو غاياتهم بصون وحدة الجغرافيا واستعادة الأراضي المحتلة من الإرهاب ومشغليه والتصدي كطود شامخ لصواريخ المعتدين، فثمة نصر محقق وغلال وافرة لمواسم التحرير والإنجاز.
الجيش العربي السوري حامي الحمى وحارس الديار الأمين المؤتمن على كل ذرة تراب وطنية حظي منذ تأسيسه بالاهتمام الكبير ليكون على قدر مسؤولياته الوطنية العليا كونه صمام أمن الوطن ومواطنيه، ولأن لبناء قوى جوية يوكل إليها خوض غمار معارك الشرف والبطولة بتمكن واقتدار أهمية كبرى للذود عن حرمة الوطن بأرضه وسمائه، أسست في 16/10/1946 مدرسة الطيران في الجيش العربي السوري لتخريج الطيارين السوريين، وقد أصبح هذا اليوم عيداً للطيران في القوى الجوية في الجيش العربي السوري.
وشاركت الدفعات الأولى التي تخرجت من مدرسة الطيران من الطيارين والفنيين ببسالة بالدفاع عن عروبة فلسطين عام 1948 وفي التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقد شهدت القوى الجوية تطوراً كبيراً في ظل الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد بطل التشرينين الذي أولاها عناية خاصة حتى استطاعت إلى جانب باقي صنوف قواتنا المسلحة الباسلة أن تصنع المفاجأة الاستراتيجية، وتلحق الهزيمة النكراء بالعدو الصهيوني في الجولان وطبرية والحمة، وتكبده خسائر فادحة في حرب تشرين التحريرية عام 1973، وتابع رجال قوانا الجوية البواسل تنفيذ مهامهم الوطنية والقومية الموكلة إليهم وتصدوا ببسالة للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.
واستمرت مسيرة تطوير وتحديث سلاحنا الجوي وتعزيز قدرات وكفاءة دفاعاتنا الجوية وتزويدها بأحدث التقنيات في ظل الرعاية والاهتمام الكبيرين المتواصلين اللذين يوليهما السيد الرئيس بشار الأسد لقوانا الجوية الباسلة، وبفضل ذلك تمكنت من صنع إعجازات ميدانية وانتصارات نوعية عظيمة في تحرير القسم الأكبر من الجغرافيا الوطنية وسطرت ملاحم بطولية في التصدي للاعتداءات الغاشمة على مر سنوات الحرب الإرهابية التي تشن على الوطن، وحتى اللحظة الراهنة قدم رجالات قوانا الجوية الأبطال الذين نذروا أنفسهم ليبقى وطنهم شامخاً عزيزاً مطهراً من دنس الإرهاب والغزاة والمحتلين أروع أمثلة الفداء المقدس والبطولة، وصنعوا الانتصارات المشرفة.
وإذا أردنا أن نستذكر ملاحم بطولات قواتنا الجوية الباسلة التي صنعوها في معارك تحرير الأرض ودحر الإرهاب لن تكفينا كتب ومجلدات أو حتى موسوعات لإحصاء الأعمال البطولية وتوثيق محطات الشرف والبسالة والإقدام التي توسم بواسل قوانا الجوية، ففي كل ركن وزاوية وفي كل بقعة وشبر تراب على امتداد خريطة الوطن لهم أثر بطولي وإنجاز مشرف.
من الجنوب إلى الشمال وفي كل رقعة جغرافية تم تحريرها ثبت نسورنا وبواسل جيشنا مداميك وحدة الجغرافيا السورية مسقطين مشاريع تفتيتية، معلنين أن سورية عصية على مخططات أعدائها.. نبضها مقاوم، وذخيرة انتصاراتها تكاتف وتلاحم قيادتها وجيشها وأبنائها.
بنسور سمائنا وأبطال دفاعاتنا الجوية تطمئن القلوب ويكبر الأمل أننا حتماً لمنتصرون حتى لو تكالب الأعداء وكثرت سهام الاستهداف العدواني، فمن نهلوا من مناهل الكرامة والإباء واستلهموا الهدي واسترشدوا ببوصلة المبادئ والثوابت الوطنية والقومية قادرون في كل حين على اجتراح المعجزات من رحم الصعاب وتسييج الوطن بأسوار المنعة والثبات.
في عيدكم الأغر والأعز على قلوب السوريين ووجدانهم يليق بكم المجد وأكاليل الغار والفخار، وجدير بنا أن نحتفي بكم نسور سمائنا ودروع دفاعنا الجوي الأباة، وننحني لنبل تضحياتكم وقداسة إنجازاتكم ونلثم جراحاتكم أوسمة أمجادنا وفخر شموخنا وإبائنا السوري.
اقرأ في الملف السياسي