فؤاد الوادي
أثبتت القوى الجوية ومنذ تأسيسها في العام 1946 قدرتها وكفاءتها العالية على الدفاع عن الوطن وحماية سمائه وأرضه وشعبه.
“سماؤنا لنا حرام على غيرنا”.. شعار اتخذه أبطال القوى الجوية والدفاع الجوي، وهو لم يكن لهم مجرد كلمات فحسب، بل كان فعلاً وحقيقة جسدوه في كل المعارك والحروب التي خاضوها، بدءاً من حرب تشرين التحريرية التي مرغوا فيها وجه العدو الصهيوني بالتراب وحطموا أسطورة ما يسمى “الجيش الذي لا يقهر”، وحتى الحرب التي ما يزالون يخوضونها بكل بطولة وإقدام ضد قوى ووحوش الإرهاب التي سقطت أمام شجاعتهم وبسالتهم وتضحياتهم.
وكغيره من صنوف وقطاعات الجيش العربي السوري، كان قطاع القوات الجوية المستهدف الأبرز في الحرب الإرهابية التي شنتها دول الاستعمار والإرهاب لما عرفته عن شجاعة وقوة سلاحنا الجوي، فعملت بشكل ممنهج ومنذ اليوم الأول للحرب الإرهابية على استهداف قدراته ومقوماته وقواعده وأسلحته الجوية والصاروخية وبشتى السبل والوسائل، وكان للعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وعبر إرهابييهم الدور الأبرز في تنفيذ هذه المهمة القذرة، لأن نجاحهم بتحقيق ذلك يعني تحييد أهم سلاح للجيش العربي السوري.
فشل العدو الإسرائيلي ومعه كل أطراف وقوى الإرهاب والاستعمار والاحتلال في النيل من نسورنا الشجعان، وبرغم الاستهدافات الكبيرة لسلاحنا الجوي من قبل تلك الأطراف وإرهابييهم ومرتزقتهم، إلا أن قواتنا الجوية حافظت على تماسكها وبنيتها وجاهزيتها العالية للتصدي لكل محاولات استهدافها ولكل محاولات استهداف شعبنا ووطننا العظيم، فكانت الإنجازات والانتصارات كبيرة جداً، بل وأكبر من كل التوقعات، إلى الدرجة التي لجمت معها جماح وحماقات الأعداء وجعلتهم يفكرون مئات المرات قبل أن يفكروا في تدنيس سمائنا وأرضنا.
نسورنا الأبطال كانوا شموساً ساطعة في سماء الوطن، كان ولا يزال الأعداء يرتعدون بمجرد ذكر اسمهم، فهم الحامي للسماء والأرض والحدود، لكن مهمتهم لم تقتصر على ذلك فحسب، بل شكلت قواتنا الجوية بمختلف صنوفها وأسلحتها داعماً ومسانداً أساسياً لبواسل جيشنا العربي السوري على الأرض، حيث كانت اليد الطولى لهم في السماء لتنفيذ هجمات استباقية على مواقع وحصون الإرهابيين خلال المعارك التي كانت تخوضها قواتنا البرية ضد المجموعات الإرهابية.
إنهم نسور السماء الذين عاهدوا الله والشعب والوطن على أن يبقوا الحامي لسمائه والمدافع عن كل ذرة تراب فيه، مهما اشتدت المحن والظروف ومهما استشرس الأعداء في غيهم وبغيهم، فهم كرفاقهم في الجيش العربي السوري لن يتوانوا عن قهر المستحيل واجتراح المعجزات والانتصارات حتى تتحرر أرضنا من كل الغزاة والمحتلين والإرهابيين.
اقرأ في الملف السياسي