عبد الحليم سعود
تحت شعار “سماؤنا لنا حرام على غيرنا” بنى أبطال القوى الجوية والدفاع الجوي في الجيش العربي السوري إستراتيجيتهم الدفاعية عن حياض الوطن، وكان لنسورنا البواسل وأبطال الدفاع الجوي شرف حماية سمائنا الغالية من اعتداءات الأعداء المختلفة خلال معارك كثيرة خاضتها سورية دفاعاً عن فلسطين المحتلة ولبنان، وسعياً لتحرير أرض الجولان العربي السوري المحتل، وقد استطاع هؤلاء الأبطال بما توفر لهم من طيران ومضادات جوية خوض معارك مشرفة مع العدو الصهيوني منذ عام 1948 حتى اليوم.
اليوم تمر الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس القوى الجوية والدفاع الجوي، وأبطال هذا السلاح يخوضون أشرس المعارك مع العدو الصهيوني الذي حاول مراراً خلال الحرب الحالية التطاول على السيادة السورية بطيرانه وصواريخه الغادرة، فكانوا له بالمرصاد، حيث شهدت السنوات العشرة الماضية إسقاط مئات الصواريخ المعادية ومنعها من تحقيق أهدافها، في حين قدم أبطال هذا السلاح مئات وربما آلاف الشهداء وهم يذودون عن حمى الوطن وقدسية ترابه.
ففي حرب تشرين التحريرية سطر أبطال القوى الجوية والدفاع الجوي ملاحم بطولية وقهروا أسطورة الجيش الصهيوني الذي قيل إنه لا يقهر، حيث تساقطت طائراته بالمئات بصواريخ السام 6، وخاض نسورنا البواسل معارك جوية أسقطوا خلالها الكثير من طيران العدو الذي كان يغير على مواقعنا الأمامية على الجبهة وعلى المنشآت المدنية والأحياء الآمنة داخل البلاد، وثمة طيارون حازوا على وسام بطل الجمهورية بإسقاطهم سبع طائرات معادية في تلك الحرب، نذكر منهم الطيار الراحل أديب الجرف الذي ودع دنيانا في 26 تشرين، أول العام الماضي مسجلاً اسمه في سجل الخالدين.
كما شهدت حرب الاستنزاف عام 1974 معارك بطولية لنسورنا البواسل وأبطال الدفاع الجوي وتحملوا خلالها العبء الأكبر من الحرب بعد خروج مصر من المعركة بصفقة وصلح مع العدو، فاستمرت قواتنا منفردة بالتصدي للجسر الجوي الذي أقامته الولايات المتحدة الأميركية لإنقاذ الكيان الصهيوني من محنته الصعبة.
وفي حرب الدفاع عن لبنان خاض نسورنا البواسل الكثير من المعارك البطولية وكانوا سادة الجو رغم تفوق السلاح المعادي والدعم المغدق عليه من أميركا والدول الغربية.
وخلال الحرب الحالية التي شنت على بلدنا لعب نسورنا البواسل الدور الأبرز في مكافحة الإرهاب عبر دك أوكار المجموعات الإرهابية في مختلف بقاع الأرض السورية.
ولعل دروس حرب تشرين العظيمة والجهد الكبير الذي بذله أبطال هذا السلاح في حسم المعركة وتحقيق الانتصار والنتائج التي حققوها في مختلف المواجهات قد وضعهم في عين العاصفة خلال الحرب الحالية، وهذا ما يفسر استهداف الجماعات الإرهابية للقواعد الجوية والمطارات العسكرية من قبل عملاء المشروع الصهيو- أميركي، ليخوض أبناء هذا السلاح أشرف وأعظم المعارك ليفكوا الحصار عن كل المطارات التي حوصرت أو استهدفت من قبل الإرهابيين.
لقد نفذت الجماعات الإرهابية العميلة معظم اعتداءاتها على منظومات الدفاع الجوي في العديد من المناطق بغية تقويض قدراتها وتحييد هذا السلاح الحاسم، وذلك خدمة لمشغليها وأسيادها في أميركا والكيان الصهيوني وغيرهما من القوى المتآمرة على بلدنا ولكنها فشلت في تحقيق مراميها وأهدافها بالنيل من الجيش العربي السوري وعتاده ولاسيما سلاح القوى الجوية والدفاع الجوي، وهو ما أجبر العدو الإسرائيلي على التدخل المباشر في مرات كثيرة لنجدة وإنقاذ أدواته عبر محاولته تدمير منظومات الدفاع الجوي أو استهداف المطارات العسكرية عله ينجح فيما فشل فيه مرتزقته وأدواته، لكن النتيجة كانت واحدة.. حيث بقيت هذه المنظومات الدفاعية بجهوزية عالية، وتمكنت من صد معظم الاعتداءات وردها على أعقابها، ويسجل لدفاعنا الجوي أنه حطم فخر الصناعة الأميركية بإسقاطه طائرة اف 16 داخل الأراضي المحتلة في العاشر من شباط ٢٠١٨ وهي تحاول تدنيس السيادة السورية، الأمر الذي حدا بالعدو لاستخدام سلاح الصواريخ عن بعد بدلا من الطيران الذي لم يعد يجرؤ على دخول سمائنا بعد ما ذاقه على أيدي أبطال الدفاع الجوي، ليتأكد للجميع أن الشعار الذي رفعه أبطال هذا السلاح بات حقيقة مؤكدة يقر بها العدو قبل الصديق.
اقرأ في الملف السياسي