تسيطر القوات الروسية على الأرض الطبيعية التي أعادتها لجغرافيتها الأم والتي كانت تعتبرها مؤخراً أمريكا أنها الأضعف، لتحركها دمية خيوطها بين أصابع مشغل زيلنيسكي التي تسعى اليوم لاستجرار أرباح الحرب التي أوقدوها عمداً.. وهم يحقنون كييف بالاستفزاز والترهات..
توعَّد بوتين الولايات المتحدة والغرب بفضح وقائع الكورونا، التي صنعها علماؤهم المخبَّؤون في كهوف المعامل البيولوجية. وأنه متحفَّظ ٌعليهم في موسكو ما أطار صوابهم، وجعلهم يتلفتون حول أنفسهم، مؤكداً وجود الغبار الفيروسي الذي ينشرونه في العالم عبر الطائرات المسيرة.
كما وضح تفاصيل المقر السري للأطلسي رقم (404) لإنتاج الأسلحة البيولوجية، وأنه يحتوي على(640)عالماً من مختلف الجنسيات، وضباط من الأطلسي ودول الناتو الأوروبية والفيلق(5) الفرنسي ما جعل الغرب يطلب التفاوض مع بوتين، وماكرون يطالب بتأمين ممر آمن لخروجهم.
رفض القيصر مصراً على فضح جرائم الغرب ضد الإنسانية، ونشر ما وجدته قواته في مصنع أزوفستال، لأنه مروع.. وأن علماءهم سيفضحون كل أسرارهم، وخطط عمليات تدمير البشرية.. فهم اليوم في موسكو، وسيتحدثون عن الخارطة الجهنمية الأمريكية لخفض عدد السكان بيولوجياً.
كما أعلن بوتين أنه سيشهر الوثائق الكاملة، التي تم الحصول عليها من الأقمار الصناعية، التي ستكشف ما حدث في (11سبتمبر) وتفجير ميناء بيروت، وحادثة مقتل الحريري لتصبح احتمالات الشك يقيناً عند الناس.. هذا ما لابد من أن ينكشف للعيان، لتظهر حقيقة أمريكا العدوانية..
إن سياسة الإقصاء التي تتبعها في الخلاص من العنصر البشري، الذي لا تحتمل وجوده كمنافس لها، أو موازياً لها في القوة، خشية تنامي قوته في زمن ما، فتضمحل قوتها أمامه، جعل من هذه السياسة استراتيجية ومنهجاً قابلاً للتطبيق حيث يتنافى مع مصلحتها، أو يتضارب معها أو يعطلها.
السياسة الروسية بعد امتلاكها مقومات استعادة مكانتها، بوصفها الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي، من خلال الخطاب الذي ألقاه بوتين في العيد السبعين للأمم المتحدة، مع بدايات الحرب على سورية، والذي كانت سورية محطة هامة في منح روسيا قوة التصدر وتثبيت مكانتها حينها..
هذا التمكن من نهوض روسيا، أعاد لها مسك زمام قوتها كدولة فاعلة في مجلس الأمن، بامتلاكها والصين قوة الفيتو، ما أضاء لها مكانتها، واستحوذت به فاعليتها عندما لبت طلب سورية للوقوف معها، بشكل شرعي ضد الإرهاب الذي صنَّعته وغذّته أمريكا علناً بمجريات الحرب على سورية.
إن التواجد الأمريكي غير الشرعي على الأرض السورية، ومحاربته للدولة والشعب، من خلال العقوبات، والضغط عليه ومحاولة تجويعه؛ لتصديع صموده، الذي أفشل مخططها، أعطى روسيا قوة غير مباشرة، واجهت الغرب وأمريكا والتحالف الذي ضرب سورية بحجة محاربة الإرهاب.
صمود سورية ومساندة روسيا لها في استعادة أراضيها من “داعش” الأمريكية، أغاظ أمريكا ما جعلها تتجه لأوكرانيا، لتجعل من كييف رأس الحربة في طعن الخاصرة الروسية، وتكون مكسر العصا ضدها وهي التي ساعدتها قبلاً في الهيمنة على مناطق روسية الأصل، جغرافياً وتاريخياً.
فكانت الحرب فرضاً على روسيا؛ ضد أوكرانيا، حتى لا تكون الأخيرة المهماز الذي وضعته أمريكا ومناصروها الغربيون بيد المهرج زيلنسكي؛ لضرب روسيا متى شاءت أمريكا ذلك، لكنها أخطأت في حساباتها، حين زجت بأوكرانيا بحرب لا مصلحة لها فيها، حطمت بها علاقة الجوار.
حرب جعلت الغرب الذي يحتاج أنواع الوقود الروسي، تحت ضرسه، وجعلته رهين المحبسين، انقطاع الغاز الروسي، والتحكم الأمريكي بالفتات النفطي الذي يقدمه لأوروبا التي تتحرى أمريكا كل السبل لتبقيها تدور في فلكها، فهل تجد الدول الغربية سبيلاً لانفلات عقالها بعيداً عن أميركا؟؟