في كرتي القدم والسلة قصتان تتكرران كل موسم، وإن كانت كل قصة تختلف عن الأخرى لخصوصية كل منهما.. في كرة القدم السيرة طويلة، وأصبحت في كل موسم عرساً وميزة تصبغ دورينا الممتاز وغير الممتاز،تلازمه وتظهره على أنه غريب الأطوار وأنه بعيد عن الاستقرار، وهذه السيرة تتمثل بتغيير المدربين حتى بات من الطبيعي أن يحمل كل مدرب من مدربينا حقيبته وينتظر عقداً مع أحد الأندية، ويبقى حاملاً حقيبته، لأنه سيتغير بعد أسبوعين أو ثلاثة، حتى يكون جاهزاً للانتقال إلى نادٍ آخر!!
في كل موسم نقول عسى ولعل، أن يتغير الحال وأن تعرف إدارات الأندية ماذا تريد قبل أن يبدأ الموسم، ولكن لا أمل، فالإدارات المتوالية على أنديتنا تعمل بنفس الطريقة وبمنهج ليس له من مناهج الرياضة إلا الاسم حتى يخيل إلينا أنه في مباريات الدوري الممتاز يحتاج كل نادٍ إلى مدرب في كل مباراة، دون أن يمل رئيس النادي أو تشكو إدارته، وكأن الأمر سهل، أو ضمن الأعراف في دورينا !! ولهذا يستمر مستوانا الفني في تدهور والتخبطات الفنية تأتي كنتيجة مضمونة لتخبطات إدارية.
في كرة السلة،الأمر ليس في تغيير المدربين وإنما في نهج يسلكه اتحاد اللعبة منذ توليه المسؤولية!
في العام الماضي أعلن عن كأس السوبر وكان ماكان في منافسات هذه الكأس، وكلنا يعلم أن حالة من عدم الرضا سادت وسيطرت على نتائج ذلك النشاط، والآن يعلن الاتحاد ذاته عن العودة لهذا النشاط أي، كأس سوبر جديد، ولكن يشترط وجود محترفين اثنين في كل نادٍ حتى تبدأ المسابقات، والأندية كما نعلم تشكو القلة والعوز، ومن أين لها أن تأتي برواتب للمحترفين؟! وهي التي تعجز عن تلبية طلبات اللاعبين المحليين إلا بعض الأندية التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لذلك كثر القيل والقال، فمن معترض إلى مهدد بعدم المشاركة إلى راغب بالمشاركة ولكن بلا محترفين،وحتى هذه اللحظات،لم يقل اتحاد اللعبة شيئاً في هذا الاتجاه، وكأن السرية في العمل هو الأسلوب الصحيح الذي يراه مناسباً، علماً أن النشاط سيظهر للناس جميعاً وللجماهير المحبة.
اتحاد السلة الذي يتغنى الآن ببقائه سوف يجعل من أنشطته المتشابكة المتعددة الوجوة والألسن سيرة، وستكون نقطة تميزه كما ميزته المستويات الفنية الهابطة لمنتخباته، ننتظر المزيد من القصتين في القادمات من الأسابيع في كرة القدم القصة بدأت، وفي كرة السلة ستبدأ القصة حين يبدأ النشاط ونحن من المنتظرين..!!؟