كتب ومطبوعات تشكيلية قديمة ونادرة أستعادتها صالة مشوار..

الثورة – أديب مخزوم:
معرض ” من الذاكرة التشكيلية ” الذي نظمته صالة مشوار، ضمن فعاليات ” أيام الفن التشكيلي السوري ” أعطى من خلال الكتب والبروشورات والبطاقات القديمة والنادرة ( بعضها يعود إلى مطلع الخمسينات) فكرة أكثر شمولية عن مراحل تطور حركتنا الفنية التشكيلية.
وبعض المطبوعات التوثيقية، التي عرضت هنا، والخالية من الأخطاء، هي الضمانة الوحيدة لمواجهة التزوير في كتابة تاريخ الحركة الفنية التشكيلية السورية، مع غياب متحف الفن الحديث، ومراكز الثوثيق، لاسيما وأن أعمال فنانينا، وخاصة الرواد مشتتة في أماكن غير معروفة في أكثر الأحيان. والمطبوعات التي أستعادتها السيدة ميادة كليسلي، بالتعاون مع صالات وفنانين ونقاد ومتابعين نجحت في تعريف زوار صالتها بأكبر عدد ممكن من التجارب الفنية الرائدة والهامة والمميزة، وهذا المعرض جديد من نوعه، لأنه خاص بالفن التشكيلي، ويختلف عن المعارض التي كانت تقام منذ سنوات طويلة، تحت عنوان ” التوثيق ذاكرة الوطن ” والذي كان يحتوي على مطبوعات عامة تتناول كل الجوانب والمجالات.
وهكذا سد معرض صالة مشوار للكتب والمطبوعات التشكيلية القديمة، ثغرة كبيرة، وأستعاد حلقات كانت ضائعة ومفقودة، وشكل الأساس لإقامة المزيد من هذه المعارض، لأن الفن السوري بأمس الحاجة للتعريف بالتجارب الإبداعية المتلاحقة منذ أكثر من مئة عام.


والكتب والبروشورات القديمة والنادرة التي أستعادتها صالة مشوار، ووضعتها أمام الجمهور، وفي دائرة الاهتمام الإعلامي، أحاطتنا  ببعض أبرز الأسماء، التي ظهرت في النصف الأول من القرن الماضي. وتبلورت في أعمال توفيق طارق، الذي استعاد في لوحاته أجواء بعض المعارك الفاصلة في التاريخ العربي، إلى جانب اهتمامه بمعالجة الموضوعات الاجتماعية والمشاهد المتنوعة الملتقطة من الريف والمدينة وتجسيده للوجوه والعناصر الأخرى، كما تكرست في مسار الفن التشكيلي السوري منذ البداية أسماء عديدة من أبرزها: ميشيل كرشة وسعيد تحسين وصبحي شعيب وسهيل الأحدب وخالد معاذ وصلاح الناشف ورشاد مصطفى وجاك وردة وزارة كابلان وزهير الصبان والفريد بخاش وحزقيال طوروس وأنور علي الأرناؤوط ورشاد قصيباتي ووهبي الحريري ونوبار صباغ وغالب سالم ومنيب النقشبندي وإسماعيل حسني وعبد الوهاب أبو السعود ومحمود جلال وعبد العزيز نشواتي وخير الدين الأيوبي ومنور موره لي واقبال قارصلي وجورج بول الخوري الدي يشكل حلقة ضائعة في تاريخ تطور الإنطباعية السورية رغم أنه أستاذ نصير شورى كما صرح في العديد من أحاديثه الصحافية.
واللافت في أعمال معظم هؤلاء التنويع التقني والأسلوبي، وهذه ناحية قلما يتحدث عنها النقد السوري، فمعظم الرواد الأوائل تعاطفوا في العديد من لوحاتهم مع معطيات اللمسة اللونية العفوية القادمة من تأملات أعمال كبار فناني المدارس الأوروبية الحديثة، ولاسيما المدرسة الانطباعية والتعبيرية والواقعية الجديدة، وبذلك ساهموا إلى حد بعيد في ظهور هذه الاتجاهات في حركتنا الفنية السورية المعاصرة.
فتوفيق طارق (1875ـ 1940) على سبيل المثال قدم ما له علاقة بالواقعية التسجيلية، وما هو قادم من تأملات الأعمال الانطباعية، وهذا يبرز بشكل واضح في لوحته المتحررة (على العين) وغيرها.
الشيء نفسه ينطبق على سعيد تحسين (1904ـ 1985) الذي اهتم بالمواضيع التاريخية والسياسية والاجتماعية، وقدمها ضمن رؤية خيالية رمزية، حيث نجد له بعض اللوحات الواقعية والانطباعية، ولاسيما لوحته (منظر وأسرة) التي رسمها عام 1953.
وأيضاً لوحته (بيت الفنان في مصر) المتميزة بجوها الاحتفالي الغنائي في معالجة الألوان الحية والمتراقصة.
كما قدم صبحي شعيب (1909ـ 1974) ومنذ مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، لوحات متحررة من النزعة التصويرية الواقعية والكلاسيكية، وهذا يبرز بشكل واضح في لوحته (العودة إلى القرية) القريبة في معالجتها اللونية من أجواء لوحات «فان غوغ».
كما أن العديد من لوحات خالد معاذ من مواليد (1904) تميل إلى الاتجاه الانطباعي لجهة إضفاء المزيد من العفوية والنورانية على لمسات اللون التلقائية في تصوير الطبيعة والأجواء الريفية والبيوت القديمة.
هذه الحقائق تضع الناقد المتقصي أمام إشكاليات كبيرة، وذلك لأن إعادة كتابة تاريخ تطور الفن الحديث في سورية، يحتاج إلى دراسات موسعة، لمعرفة الأسماء الحقيقية، التي ساهمت في إطلاق موجات الحداثة، وإدراك مدى تأثير كل تجربة على الأجيال الفنية المتعاقبة، حتى لا يبقى تاريخ حركتنا الفنية، أسير المزاجيات والمواقف المسبقة، التي تزيد من حالات المراوحة والالتباس، في خطوات تسجيل ملامح بدايات ظهور نزعات التجديد والحداثة في الفن التشكيلي السوري.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً