الثورة – غصون سليمان:
تشكل دور الحضانة عامل استقرار واطمئنان للأمهات العاملات في مواقع العمل والإنتاج، هذه الدُور أخذت شكلها وأبعادها التربوية والاجتماعية لسنوات طوال منذ تأسيس وتشييد كل مؤسسة ومعمل صغيراً كان أم كبيراً.
الاتحاد العام لنقابات العمال ومن خلال اتحاداته في جميع المحافظات أولى دور الحضانة جل اهتمامه سواء من ناحية المكان والمشرفات القادرات على الرعاية والاهتمام..
بعد الحرب الوحشية اللعينة على بلدنا والتي طالت معظم منشآت البنى التحتية للمعامل والمصانع والمؤسسات ما أدى إلى خروج الكثير من دور الحضانة الفاعلة من الخدمة. لكن اتحادات نقابات العمال على مستوى الجغرافية الوطنية واجهت هذا الوجع الاجتماعي بالإرادة والصبر وإيجاد البدائل، فكن النساء العاملات والمربيات المشرفات وبدعم من رؤساء الاتحادت ومكاتب النقابات والأمانات المختصة بأن يعيدوا الكثير من هذه الدُور إلى مجال عملها وفق الحالة الأمنية المستقرة لكل منطقة ومنشأة.
اتحاد عمال دمشق وانطلاقاً من دوره الاجتماعي والنقابي يواظب باستمرار على إقامة الدورات الصحية والتوعوية التثقيفية والمهنية بما يساعد الأسرة العاملة في التخفيف من أعبائها النفسية والمادية فبعد الندوة الصحية التي أقامتها أمانة الثقافة والإعلام بالاتحاد الخاصة بكل ما يتعلق بأمراض الثدي ضمن حملة الشهر الوردي.. تلتها ندوة غنية بالشكل والمضمون تحت عنوان “الإرشاد التربوي والنفسي في رياض الأطفال” جمعت كل من الدكتورة إقبال الحلاق قسم التربية جامعة دمشق والمربيات المشرفات المتخصصات من لجان المرأة العاملة على امتداد خارطة العمل والإنتاج البالغ عددهن ٣٧ مشرفة
وبعد تقديمها عرضاً موسعاً عن واقع دور الحضانة وكيف كانت عليه قبل الحرب العدوانية وبعدها وما تركته من آثار سلبية بينت أمينة مكتب الثقافة والإعلام بالاتحاد ميادة الحافظ أن هذه الندوة التي تقيمها نقابة الدولة والبلديات لمشرفي دور الحضانات وللأخوات العاملات فيها بالجهات التابعة لعمل النقابة والنقابات الأخرى على مدى يومين ١٩- و٢٠ الشهر الحالي، بينت أن الهدف منها هو اطلاع و تزويد المشرفات والعاملات بالحضانات بكل ما هو جديد على الصعيد الأكاديمي في هذا الاختصاص الهام والذي يتطور بشكل متصاعد ويقدم تجارب وآليات عمل وخطط وبرامج جديدة للتواصل مع الأطفال يجب أن تكون متبعة لدينا، مشيرة إلى حرص الاتحاد على تحقيق الاستقرار للأم والأخت العاملة من خلال تأمين دور حضانة نموذجية فيها مختلف أساليب التعليم وطرقه مؤكدة استعداد الاتحاد لإقامة المزيد من الدورات التخصصية.
الدكتورة الحلاق الاختصاصية بالإرشاد التربوي والنفسي في رياض الأطفال جامعة دمشق اعتمدت أسلوب الحوار التفاعلي الشيق القائم على إشراك الحضور بكل عنوان وسؤال واستفسار انطلاقاً من معاناة وإيجابيات وسلبيات كل مشرفة في مكان تجمعها، حيث بينت أن المجتمع هو صدى لعملنا جميعاً، وعندما يعمل المرء بمكان جيد يمنحه راحة نفسية وعطاء أكبر، ولا بد أن تكون البيئة المادية للروضة مؤمنة بما يناسب صحياً وبيئياً كل مرحلة عمرية نظراً لأهمية مرحلة الطفولة المبكرة في كل المجتمعات فمن أكبر مصادر الاستثمار لأي دولة هم الأطفال لأنه بعد خطوات متراكمة سيصبح هؤلاء الأطفال جيشاً من الموظفين والعاملين من مختلف الاختصاصات من أبسطها إلى أعقدها، لذلك فإن الناحية الاجتماعية الصحيحة المحيطة بدور الحضانة أمر في غاية الأهمية.
وحول خصائص معلمة الرياض أوضحت الدكتورة الحلاق أنه يتوجب أن تكون المشرفة والمعلمة محبة وقادرة على توجيه أنشطة الأطفال من ناحية الاستعداد النفسي، والتحلي بالصبر وضبط الانفعالات، مؤكدة على حساسية التعامل مع المرحلة العمرية والنمائية للطفل، من حيث الثقة بالنفس والصدر الرحب، وحسن التواصل مع الأهل، وهذا يتطلب من المعلمة أن تتمتع بحواس سليمة وصحة عامة سليمة جسدياً ونفسياً، إلى جانب تمتعها بذكاء معين. فمن أدوار المربية أن تجسد فلسفة التعامل مع الطفل بطريقة مبدعة ومبتكرة تشجع الصغار للسلوك الأفضل. مع التأكيد على أهمية التعامل مع الأهل ومع المجتمع المحلي باعتبار الطفل مسؤولية مشتركة.
فمن الضروري حسب رأيها تعريفه خصوصية المجتمع الذي يعيش فيه ريفاً أو مدينة .فإذا كان مجتمعاً زراعياً من الضروري أن يتم اصطحاب الصغار إلى البساتين والحقول وحظائر الطيور والأغنام على سبيل المثال، أو أخذهم إلى مكتبة قريبة أو مستوصف صحي للكشف على الأطفال حتى يتقبل هؤلاء زيارة الطبيب.
كما نوهت إلى أهمية التعامل والتعلم وإيصال الأفكار عن طريق اللعب وغيرها الكثير من العناوين المهمة الأخرى، حيث أغنى الحوار مداخلات وإضاءات وخبرات المعنيات بدور الحضانة.